يحتفي برنامج "نُجوم خالدة"، خلال شهر رمضان القادم، بخمسة من عمالقة الفن الجزائري، بحضور المشرف التاريخي للبرنامج، الأستاذ عبد القادر بن دعماش، الذي التقته "الشروق" خلال تصوير الحلقة الأخيرة. ويتعلق الأمر بالفنانين الشاب عزيز، الفنانة نورة، الشيخ الحسناوي، الفنان كمال مسعودي والفنان خليفي أحمد، حيث سيكتشف الجمهور ويستمع لشهادات حيّة ومعلومات تبث للمرة الأولى، وهو ما أكد عليه رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب، السيد عبد القادر بن دعماش، خلال حديثه إلى "الشروق". الشاب عزيز: إمكانيات بسيطة ونجومية كبيرة أولى الحلقات التي صُورت تحت قبة بلاتو "نجوم خالدة"، كانت تلك الخاصة بالمرحوم الشاب عزيز، الذي اعتبره المؤرخ الفني للبرنامج عبد القادر بن دعماش، من أبرز جيل الفنانين الشباب الذين جّددوا في الأغنية الشاوية والسطايفية، رغم اغتيالهم في ريعان شبابهم وبدايات نجوميتهم (مواليد 1968 واغتيل في 1996). إذ قال عنه المتحدث: "استقبلنا خلال الحلقة الخاصة بالشاب عزيز، شقيقه الأكبر صالح بشيري، والموزع الموسيقي سعودي الذي رافق المرحوم في أهم حفلاته وخرجاته الفنية. كذلك اعتمدنا على روبورتاج صُوّر بمدينته ومسقط رأسه في حي "الفوبور"، حيث سنستمع لأول مرة لشهادات حيّة من أبناء حيّه ومن جمهوره. علما أن البرنامج سيسلّط الضوء على نجومية المكرمين في ظل افتقار الزمن الذي وجدوا فيه لعنصر الصورة فائقة الجودة، ومواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية التي أصبح في عهدها من السهل الترويج للفنان. كمال حمّادي ونورة وإنتاج 500 أغنية يضيف السيد بن دعماش: "عطاء الفنان كان أكثر جانب رّكزنا عليه خلال الحلقات الخمس من برنامج نجوم خالدة". قبل أن يستطرد: "سلّطنا الضوء على الفنان المكرّم، منذ بداياته الأولى كشخص بسيط وعادي، لغاية بلوغه مرتبة النجومية، وذلك من خلال رصدنا لأهم محطاته، مرورا بشهادات الضيوف، وصولا لتوثيق أغانيه عبر أصوات عدد من خريجي مدرسة "ألحان وشباب" وأيضا فنانين محترفين على غرار الشابة يمينة ونصر الدين حرة اللذين أديا أجمل أغاني المرحوم عزيز". بخصوص حلقة الفنانة الراحلة نورة، التي حضرها زوجها وابنتها، قال بن دعماش: "تشرفت على مدار عملي في المجال الفني بصداقتي واحتكاكي بهذه العائلة الفنية العريقة لما يقرب من40 سنة. حيث رافقتهم في حفلاتهم وتسجيلاتهم داخل وخارج الوطن. وشخصيا، أعتبر السيدة نورة وكمال حمّادي من أهم وأكفأ الثنائيات الفنية التي تزخر بها الساحة الفنية الجزائرية. ويكفي أن أذكر أن حمّادي قدم 2500 أغنية لوحده، بينها 500 أغنية شدت بها زوجته، ناهيك عن عشرات المسرحيات والأغاني الوطنية التي تحتفظ بها مكتبة الإذاعة الوطنية من أعماله. ولأول مرة، كشف السيد بن دعماش، عن مشروع معرض فني ضخم تحّضره ابنة الراحلة نورة "ماجدة"، بمناسبة ذكرى والدتها الثانية التي ستحل في شهر جوان 2016. وذلك من خلال إعادة لتوزيع أهم أغانيها وعرض لأزيائها الشخصية، بالإضافة لصور نادرة ستكون في متناول عشاقها. أجمل أغاني كمال مسعودي كانت تحّضر في مستودع! بالنسبة للفنان كمال مسعودي، قال مُحّدث "الشروق": "كمال رحمه الله، كان من أصدقائي المقربين جدا.. بالإضافة لكونه من أهم المجددين في الأغنية الشعبية ودائمي البحث عن كل ما هو مبتكر. وفي تصوري، هذا سر تميّزه بين جيل من المغنيين للطابع الشعبي رغم ظروفه الاجتماعية الصعبة. فقد كان كمال سليل عائلة متوسطة الحال، وعانى على غرار الكثير من الجزائريين من أزمة السكن، وهنا ذكرنا أن المرحوم كان يتدرب على تسجيل أغانيه داخل مستودع أحد أصدقائه. والحقيقة كل هذه الظروف مجتمعة، فجّرت لدى كمال طاقة عمل كبيرة محّولة معاناته إلى أغان غزيرة لا زالت مسموعة حتى الآن". الحسناوي.. مات وهو لا يعلم أنه كان نجما! الشيخ الحسناوي، الذي كان رابع المكّرمين في بلاتو "نجوم خالدة"، قال السيد بن دعماش بخصوصه: "لقد حاولنا إلقاء الضوء عليه من زاوية ثقافية، وشهادة الموسيقار كمال حمّادي كانت أساسية في حلقته، حيث أفادنا بمعلومات تاريخية غزيرة، منها رغبة الفقيد في الانزواء على نفسه، وتعامله مع الفنان دحمان الحراشي وغيرها". لافتا: "الحسناوي كان من الفنانين الذين تباع اسطواناتهم بكثرة ومنتشرة بين الجزائر وفرنسا. باختصار كان نجما في حقبته، مع ذلك كان الأمر عاديا جدا بالنسبة إليه".. خليفي أحمد كان من المطربين المحبوبين عند بومدين ختام حلقات البرنامج، كانت مع أسطورة الأغنية الصحراوية خليفي أحمد، حيث روى بن دعماش جزءا كبيرا من ذكرياته معه خلال الحفلات والمهرجانات التي كان يحييها، والتي كان آخرها حفلته بالمغرب سنة 88، حيث كُرم رفقة الفنان رابح درياسة من قبل الحسن الثاني، ملك المغرب، وتحصل على "برنوس" مطرز بالذهب. وأذكر أن ذلك كان خلال أول أسبوع ثقافي بعد فتح الحدود بين الجزائر والمغرب. كما أذكر أنه ألقى يومها كلمة باللغة العربية مجّد خلالها المغرب العربي الكبير وحُسن الجوار والهوية العربية. وكشف المشرف التاريخي في برنامج "نجوم خالدة"، أن خليفي أحمد كان من المطربين المحبوبين عند هواري بومدين وبورقيبة والقذافي. كما أنه كان يقارن بوديع الصافي نظرا لحنجرته القوية، وساعده في ذلك حسن ترتيله للقرآن الكريم وحفظه لأجزاء كبيرة منه. واختتم السيد بن دعماش، حديثه مع "الشروق، بالقول إن جل الفنانين المكّرمين هذا العام يحتاجون لأكثر من حلقة: "فقد أعطونا كل ما كان لديهم دون أن يبخلوا علينا، لذا من واجبنا أن نخّلدهم ليبقوا في ذاكرتنا وذاكرة الجيل القادم للأبد".