فضل الكثير من المغتربين الجزائريين الذين يعيشون في الدول الأوروبية، وخاصة المناطق الاسكندينافية، قضاء شهر رمضان داخل أرض الوطن، تفاديا لأي لبس أو ظرف قد ينغص عليهم، ويمس بصحة صومهم، فقد يشغل المسلمون قبيل بدء رمضان موضوع ساعات الصوم في هذه الدول التي تصل أحيانا إلى 21ساعة. رغم الفتاوى المتعددة والمتنوعة للمشايخ والأئمة ومجالس الفقهاء، التي تبثها وسائل الإعلام ومواقع الأنترنت حول الصوم في الدول الاسكندينافية، إلا أن المسلمين المهاجرين لهذه الدول لم يتفقوا على طريقة صوم واحدة أو اتباع فتوى محددة ومقنعة، وهو السبب الذي أدى ببعض المهاجرين الجزائريين لدخول أرض الوطن وقضاء الشهر الكريم بين عائلاتهم. يقول رؤوف بن حاج، مستثمر جزائري في الدنمارك، التقت به الشروق صدفة رفقة زوجته في المركز التجاري"ارديس" بالعاصمة، إن السبب الرئيسي لدخوله أرض الوطن لقضاء شهر رمضان بين أهله، هو عدد ساعات الصوم في الدنمارك والتي تصل لأكثر من 20ساعة. وأضاف "لا أفضل أن أصوم على توقيت مكة ولا حسب دول الاعتدال القريبة من الدنمارك..الحل المقنع أن أصوم بين أهلي وبتوقيت بلدي". نصيرة سيواني 52سنة مغتربة، تترأس جمعية نسوية في الدنمارك، قالت للشروق، إنها تفقد لذة الصيام في بلاد لا تحمل عادات وتقاليد الجزائر، معترفة أنها لا تستطيع تحمل صوم 21ساعة وسط أشخاص لا يصومون، كما أنها ترفض تماما أن تحضر مائدة الإفطار من سلع ولحوم قد لا تكون حلالا. تبتسم قائلة "يقول بعض الفقهاء إن الصوم في دول ساعاتها طويلة يمكن أن يكون حسب دول الاعتدال القريبة، وهذا معناه أننا نفطر قبل الغروب..ما لذة ذلك؟!".
أئمة يطالبون بفتوى توحد الصوم في الدول الاسكندينافية وفي هذا الإطار، أكد الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة، جلول حجيمي، أن الصيام في أوروبا خاصة في الدنمارك، والسويد والنرويج يكون شاقا، ومن المعروف حسب بعض الفتاوى يكون الصوم حسب الاعتدال في الدول القريبة منها، ولكن يبقى هناك، حسبه، اختلاف يجعل كل مسلم في هذه البلدان يصوم حسب هواه، وعلى هذا يجب دراسة هذه المسألة بين خبراء وفقهاء في الدين لتحديد وقت واحد يصوم عليه المسلمون في الدول الأوروبية والقريبة من القطب الشمالي.