تعرف مختلف شواطئنا هجرة غير مسبوقة في عز شهر أوت بسبب اقتراب شهرالصيام وضرورة التحضير له إضافة إلى أحداث الشغب التي عرفتها بعض المناطق الساحليةوالتي طالت قلب القرى السياحية المشهورة مثل شطايبي بولاية عنابةوالمرسىبولايةسكيكدة. * وبهذا تكون الجزائر التي فشلت في استقطاب السياح الأجانب مقارنة بكل الدولالمتوسطية قد فشلت ايضا في السياحة الداخلية خاصة أن شهر الصيام رمضان سيتوسط فصلالصيف خلال الثماني سنوات القادمة، وعرفت مختلف الشواطئ نقصا ملحوظا في تواجدالسياح منذ نهاية الاسبوع الماضي لتتواصل هجرة المصطافين للشواطئ رغم أن درجةالحرارة فاقت الأربعين في كثير من المدن الساحلية، حيث قرر المصطافون العودة إلىمدنهم وقراهم للتحضير لشهر رمضان الذي تزامن مع بداية سبتمبر، ومعظم العائلات تجهزللشهر الكريم على الأقل أسبوعين قبل موعده بشراء المستلزمات الغذائية وتنظيفالمنازل مما يعني أن القرى السياحية والمدن الساحلية التي تعيش عادة من استقطابهاللزائرين بتفعيل التجار وكراء المساكن والمحلات ستجد نفسها في أزمة خانقة بسببمصادفة الشهر العظيم لموسم الاصطياف ومن المستحيلات استقطاب أي سائح في شهر رمضانالذي يفضله كل الجزائريين في وسط الأهل والأحباب. * مدن القالة وعين تموشنت وتنس هيمدن شبه ميتة طوال العام ولا تسترجع نشاطها وحيويتها الا خلال الصيف، ولكنها فيالثماني سنوات القادمة عليها التفكير في حلول أخرى كما فعلت عديد من الدولالاسلامية السياحية مثل تركيا وتونس التي بدأت في التفكير في بعث سياحة رمضانيةتجذب الجزائريين ومسلمي دول الخليج العربي وأثرياء المسلمين، ويعتبر شهر رمضانبالنسبة للجزائريين خاصا جدا حيث يحضرون له أسبوعين على الأقل قبل موعده، كما أنالاحتفال بعيد الفطر بإمكانه أن يمتد أسبوعا آخر بعد موعده مما يعني أن شهرينكاملين سيسقطان من فصل الصيف وهو ما يعني شللا كاملا ستعرفه السياحة الصيفية فيبلادنا بعد الفشل الذريع في بعث السياحة الصحراوية الشتوية والسياحة الجبليةالربيعية وأيضا السياحة الثقافية بسبب دخول مختلف المهرجانات مثل »تمڤاد« فيالغناء فقط!! ... * وإضافة إلى أن الجزائريين ولوا هذه الأيام وجوههم شطر الأسواقفقط، فإن بعض أحداث الشغب التي عرفتها بعض المناطق الساحلية دفعت الى انهاء موسمالاصطياف قبل موعده حيث فقدت جوهرة الشرق عنابة مصطافيها بعد أحداث الشغب التيحدثت الأسبوع الماضي في خليج شطايبي عندما هاجمهم بعض السكان على خلفية جريمة قتلالمصطافين فنهبوا من بعضهم الأموال واعتدوا على العائلات وتم طرد كل المصطافين مندون استثناء. * كما أدت أحداث المرسى بولاية سكيكدة بعد مطالبة السكان بطرد الباعةالقادمين من خارج البليدة وهو ما جعل عامة المصطافين يتركون الشاطئ نهائيا، وتعرفبجاية أيضا نقصا ملحوظا في السياح، حيث بلغ الاعتداء اللاأخلاقي على العائلاتالمحافظة أوجه مما جعل كثيرين يفضلون العودة من حيث أتوا بما في ذلك العائلاتالمهاجرة، وزاد الغلاء الفاحش لأسعار الفنادق والشاليهات من استغناء المصطافين عنعطلتهم الصيفية التي دخلت الآن في دوامة الفوضى أمام عجز المنتخبينالمحليين والمسؤولين على المدن الساحلية من وضع تصور شامللموسم الاصطياف خلال الثماني سنوات القادمة.