"يكافحون من أجل البقاء" بهذه الكلمات وصف المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، الوضع المأساوي والكارثي في شمال قطاع غزة الذي لا يزال سكانه يعيشون لليوم 51 على التوالي تحت وقع حصار صهيوني مطبّق، يحرمهم من أدنى متطلبات الحياة وعمليات قصف مكثف تطالهم حتى في المستشفيات ومراكز اللجوء والخيام. وقال دوجاريك إن "عمليات الإغاثة في جميع أنحاء غزة لا تزال تواجه قيودا كبيرة لوصول المساعدات الإنسانية مع استمرار الأعمال العدائية، خاصة في محافظتي رفح وشمال غزة"، مضيفا أن "هذا يحد بشدة من تسليم المواد الغذائية والإمدادات الطبية وإمدادات الوقود، بما في ذلك تلك اللازمة لتشغيل آبار المياه ويعمّق تدهور الوضع الإنساني". كما أشار إلى أن الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة في حاجة ماسة إلى مأوى مناسب لحمايتهم من المطر والبرد، مشدّدا في الوقت نفسه على أن مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين الذين يعيشون في مواقع مؤقتة ومبان متضرّرة يحتاجون بشكل عاجل إلى مساعدة في المأوى. إصابة مدير مشفى "كمال عدوان" في قصف صهيوني يقف العالم أجمع على حجم المعاناة والمآسي التي يتسبب فيها العدوان الصهيوني الذي يواصل فصول إبادته في غزة على المباشر وأمام أعين الجميع مادام أنه وبعد أكثر من عام و14 شهرا من القتل والتجويع والتدمير لا توجد جهة قادرة على وقف آلته الدامية. وهو ما يشجعه على اقتراف المزيد من الفظائع التي طالت هذه المرة مدير مستشفى "كمال عدوان" في بيت لاهيا شمال القطاع، الدكتور حسام أبو صفية، الذي أصيب في قصف صهيوني استهدفه ليلة السبت إلى الاحد عند خروجه من غرفة العمليات وتوجهه إلى مكتبه في جريمة فظيعة يندى لها جبين الإنسانية ومحاولة اغتيال جبانة. وأكدت سلطات غزة أن جيش الاحتلال يضع مستشفى "كمال عدوان" وطواقمه الطبية هدفا للتدمير والقتل في جرائم حرب وحشية مركبة تتطلب من المجتمع الدولي التدخل الفوري لحماية القانون الدولي والطواقم الطبية.وذكرت أنه منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة وجيش الاحتلال يستهدف المنظومة الصحية بشكل مخطط ومدروس من خلال تدمير وإحراق المستشفيات والمراكز الطبية وإخراجها عن الخدمة وقتل أكثر من 1000 طبيب وممرض وإطار صحي واعتقال أكثر من 310 منهم وتعريضهم للتعذيب والإعدام ومنع الجراحين من الدخول إلى القطاع. ومنذ بدء العملية العسكرية العدوانية الصهيونية على محافظات الشمال كانت المستشفيات هدفا مُعلنا لجيش الاحتلال الذي أقدم على قصفها ومحاصرتها واقتحامها وقتل أطباء وممرضين وإصابة آخرين منهم بعد استهدافهم بشكل مباشر واعتقال جزء ثالث منهم، مما يؤكد على خطة الاحتلال باستهداف المنظومة الصحية من أجل إسقاطها بشكل كامل. وحذّرت سلطات القطاع من أن هذه الاعتداءات تطورت بشكل كبير وملفت للنظر من خلال التركيز على مستشفى "كمال عدوان" منذ أسبوعين تقريبا، حيث يتعرض على مدار الوقت للقصف بالقذائف أو القنابل من الطائرات أو إطلاق النار المباشر على الغرف . وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأشد العبارات استهداف جيش الاحتلال للمنظومة الصحية وللطواقم الطبية ومنع إدخال العلاجات والأدوية والمستلزمات الطبية. كما أدان محاولة اغتيال الاحتلال للدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، داعيا المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية والإنسانية إلى إدانة هذه الجريمة الجبانة التي تدل على وحشية الاحتلال وخروجه عن مفاهيم احترام الإنسانية ومهامها. وحمّل الاحتلال والإدارة الأمريكية وكل الدول المشاركة في الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول المجرمة، كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية عن هذه الجرائم الممنهجة دعمهم ومشاركتهم. الأمطار وبرودة الطقس هاجس يزيد في تفاقم معاناة سكان القطاع تعرّضت الخيام التي تؤوى آلاف النازحين في مناطق عديدة من قطاع غزة صباح أمس إلى أضرار جسيمة بعد أن تدفقت مياه الأمطار بداخلها بما أدى إلى تضرر واتلاف أمتعتهم وأفرشتهم. وتركزت الحالات التي تضررت فيها خيام النازحين، حسب ما اكده جهاز الدفاع المدني في بيانه أمس، في كل من مخيم إيواء ملعب اليرموك ومتنزه بلدية غزة ومنطقة مخيم الشاطئ والخيام المقامة في بعض المدارس وكذلك في وسط وجنوب القطاع في وادي الدميثاء بالقرارة ومنطقة وادي السلقا ومحيط بركة حي الأمل وحرم جامعة الأقصى ومنطقة الشاكوش بمواصي رفح ومنطقة البركة وساكل البحر في دير البلح. وتوجّه الدفاع المدني بتساؤلات للعالم الإنساني وللمنظمات الدولية بأن خيام النازحين تعرضت لأضرار بمجرد سقوط أمطار محدودة وخفيفة، فكيف الحال لو شهدت هذه الخيام أمطار غزيرة ومتواصلة؟ مجيبا في الوقت نفسه "بالتأكيد أننا أمام مشهد إنساني كارثي إذا استمر النازحون في المخيمات على هذا الحال خاصة في ظل تلف كثير من خيامهم وعدم صلاحها للإيواء". وهو ما جعله يحذّر بشدة من أن النازحين أمام مخاطر كبيرة حال تعرّضت المناطق المنخفضة إلى غمر مياه الأمطار في ظل انسداد قنوات الصرف الصحي بفعل تدمير جيش الاحتلال للبنى التحتية في مناطق القطاع والخشية أيضا من انهيار منازل ومبان ينزح فيها مواطنون هي غير صالحة للسكن وآيلة للسقوط بسبب تعرّضها للقصف.