تبنّى العديد من الشباب، خلال السنوات الأخيرة، الكثير من أساليب الحياة "الصحية" والنمط المعيشي الصحيح، وفق مصطلحات جديدة، تعكس السلوكيات الصحيحة في تناول الغذاء السليم وممارسة الرياضة، التي لم تعد حكرا على فئة معينة من المجتمع، بل تبناها الكثيرون، نساء ورجالا وأطفالا، وحتى كبار السن، في سبيل حياة متزنة وصحية، بعد أن انتشرت ثقافة "الحياة الصحية"، بفضل حملات التوعية والتحسيس التي يتجند خبراء الصحة لتنظيمها كل مرة، في إطار مكافحة العديد من الأمراض، على غرار السمنة والسكري. ولمناقشة هذه المواضيع، نظم الأطباء العامون على مستوى المعهد الوطني العالي للتكوين شبه الطبي في الجزائر، يوما تحسيسيا توعويا حول السمنة والسكري، حيث عرض المتدخلون العلاقة بين السمنة والإصابة بالسكري، بحكم أنهما من أكثر الأمراض انتشارا في الفترة الأخيرة، كما كشف المشاركون عن مختلف السبل الوقائية، التي من شأنها تقليل احتمالية الإصابة بواحدة من تلك الأمراض، التي يعتبرها خبراء الصحة أمراض العصر، والجميع مهدد بالإصابة بها. حول هذا الموضوع، قالت الدكتورة نبيلة بن حميدة، طبيبة عامة وأستاذة لدى المعهد الوطني للتكوين في شبه الطبي: "أكثر ما يجب التركيز عليه اليوم، لتحسيس المواطن بأهمية الوقاية من عدة أمراض؛ ضرورة ممارسة نشاط رياضي، والحرص على تأدية حركة بدنية بصفة منتظمة ويومية، لما للرياضة من أهمية في حماية الجسم من مشاكل صحية". وأشارت المتحدثة، إلى أن ثقافة ممارسة الرياضة تنتشر بين الكثيرين خلال السنوات الأخيرة، إلا أن هذا لا يعني أن الجميع يحمل هذه الثقافة، خصوصا وأنه لا يزال يتم تسجيل عزوف وسط بعض الشباب، الذين من الضروري أن يكون لديهم وعي بأهمية ذلك. أكدت الطبيبة بن حميدة، أن الكثير من الشباب، وحتى الأطفال، يعانون اليوم من السمنة المفرطة، وهذا راجع إلى عادات التغذية المبنية على أكل الشوارع، الغني بالدهون والسكريات، فضلا عن تقاليد أكل العائلات المعتمدة بشكل عام على المعجنات، مع عدم ممارسة نشاط رياضي. وأضافت بقولها: "ظهرت الكثير من الأمراض المرتبطة بأسلوبنا الغذائي، وظهرت معها علل جديدة يعرفها الأطباء بأمراض العصر، كالسمنة، عسر الهضم، التسممات، ضغط الدم والسكري، وغيرها من الأمراض الأخرى، كلها مرتبطة بعادات أكل خاطئة". ونبهت المختصة إلى أن للرياضة دور "الميزان"، على حد تعبيرها، حيث يساعد النشاط البدني مهما كان نوعه، على حرق فائض السعرات الحرارية، مضيفة أن الرياضة جزء أساسي من أي خطة، لعلاج الأمراض، لاسيما السكري، وعلى كل طبيب معالج الحرص على حث مريضه على تأدية نشاط رياضي، وإقناعه بأهمية ذلك، كجزء من العلاج. وأوضحت الطبيبة، أن المصابين بالسكري، عليهم قياس مستوى السكر في الدم، قبل وخلال وبعد التمارين الرياضية، خصوصا الذي يعاني تذبذبات متكررة وسريعة في نسبة السكر في الدم، مؤكدة أن نتائج جد مرضية يتم تسجيلها عند الأشخاص المصابين بالسكري، عند ممارستهم الرياضة، إذ تساعد بشكل فعال في تخفيض نسبة السكر في الدم بعد فترة، وتعدل المستوى على المدى المتوسط والبعيد. وقالت الدكتورة، إن الرياضة تساعد على السيطرة على الكثير من الأمراض، خاصة التعقيدات الصحية، نتيجة مرض معين، كالسكري، خصوصا من خلال السيطرة على الوزن، وتخفيف الضغوطات والتنفيس عن القلق، إذ يعدان من العوامل التي تحفز بلوغ السكر مستويات عالية في الدم. وفي الأخير، أكدت المتحدثة، على أهمية استشارة الطبيب بالنسبة للمصاب بالسكري، لتحديد نوع النشاط البدني والتمرين الرياضي الذي يجب ممارسته، مع مراقبة مستمرة لمعرفة مدى تفاعل الجسم مع النشاط، والاستجابة معه كعلاج لتخفيض نسبة السكر في الدم.