تحول تكوين أصحاب المشاريع والحاملين لأفكار ابتكارية، من طلبة الجامعات، إلى أولوية وشرط أساسي، من أجل الاستفادة من التمويل، حيث يصبح صاحب المشروع المكون مؤهلا للتقدم إلى الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية "نازدا"، بهدف الاستفادة من تمويل المشروع. وحسب مولود بن عزوز، مدير الوكالة الولائية لدعم وتنمية المقاولاتية فرع البليدة، فقد تم تسهيل التكوين، بالعمل مع مراكز تطوير المقاولاتية التي أُنشئت على مستوى الجامعات، في انتظار تعميمها على سبعة مراكز موجودة في الولاية. أكد المسؤول في تصريح خص به "المساء"، على هامش افتتاح صالون المقاولاتية بغرفة الصناعات التقليدية في البليدة، بأن الهدف المرجو من الحملة التحسيسية، التي تم إطلاقها تزامنها وإحياء اليوم العالمي للمقاولاتية، هو الوصول إلى شرح المعايير الجديدة لتمويل مشاريع الشباب". يأتي، حسبه، "التركيز على الاستفادة من دورات تكوينية على الصعيد الشخصي، لصاحب الفكرة أو المشروع أولا، حيث ينتهي بالتعرف على كيفية تسيير المؤسسة، والوصول إلى إعداد المخطط الخاص بتسيير مؤسسته بنفسه". وأضاف في نفس السياق: "بعدها تأتي مرحلة التقدم إلى الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، التي تقوم بعملية التمويل"، مشيرا إلى أن كل طالب جامعي لديه شهادة، وخضع لدورة تكوينية، بإمكانه التقدم والحصول على التمويل المطلوب، للشروع في إنجاز مشروعه أو مؤسسته. هذه خطوات الحصول على التمويل في السياق، أوضح المتحدث، بأن من بين الإجراءات المستحدثة في إطار الإصلاحات التي عرفها الجهاز، كخطوة أولية، هو أن الجهاز تقرب من الجامعات، وعمل على التأسيس لما يسمى بمراكز تطوير المقاولاتية على مستوى كل من جامعة البليدة "سعد دحلب"، و"علي لونسي"، والمدرسة العليا للري، وكذا التوقيع على اتفاقية مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة مع التكوين، والتي تدخل في إطار تنفيذ ما تم إنجازه بالجامعات، والعمل بعدها على استحداث مراكز تطوير المقاولاتية على مستوى المعاهد، كخطوة ثانية يجري العمل عليها. وكشف المتحدث أيضا: "تم على مستوى ولاية البليدة، تعيين سبعة معاهد متخصصة، تستفيد من مراكز تطوير المقاولاتية، في انتظار شروعها في عمليات التكوين، ومنه بلوغ التمويل". وحول عدد المشاريع التي تم تمويلها على مستوى ولاية البليدة، لطلبة جامعيين، أشار المتحدث، إلى أنها بلغت منذ إنشاء الجهاز، أكثر من 8600 مؤسسة، ودخلت في الاستراتيجية الجديدة، حيث يتم تمويلها بعدما يخضع أصحابها للتكوين، مشيرا إلى أن الهدف من هذا الإجراء، هو الابتعاد على المقاربة الاجتماعية في دراسة الملفات، والاتجاه نحو المقاربة الاقتصادية التي تعترف بفكرة المشروع الخلاق للثروة، مؤكدا أن الدورة التكوينية في حد ذاتها، تساعد صاحب المشروع على التأكد من مشروعه، وتصحيح بعض المعطيات ومرافقته، ومن ثمة الخضوع إلى سلم تنقيط الذي على أساسه، يتم دراسة المشروع، ومنه الحصول على التمويل. مشاريع تتوافق وسياسة الدولة مشيرا إلى أن ولاية البليدة، كانت سباقة في تمويل المشاريع، حيث بدأت بتمويل ثمانية مشاريع لجامعيين، وهناك عدد كبير من المشاريع الأخرى قيد الدراسة، حيث ينتظر أن يحوز أصحابها على التمويل، بعد خضوعهم للتكوين. أما فيما يخص نوعية المشاريع التي تحظى بالأولوية، أوضح المتحدث، أنه من حيث المبدأ، ليس هناك تشجيع لمواضيع معينة دون أخرى، وإنما للشاب كل الحرية في اختيار المشاريع التي يرغب فيها، مشيرا إلى أنه على مستوى الجهاز، يضمن التكوين للشباب على مرحلتين؛ الأولى حول كيفية بلورة الفكرة وفق المعايير المعتمدة من المكتب الدولي للعمل، والمرحلة الثانية تخص الدراسة الاقتصادية للمشروع، وعليه فإن بعض الشباب يأتون بحثا عن الفكرة، وآخرون حول كيفية تجسيد الفكرة، لافتا إلى أن الجهاز يعطي الأهمية والأولوية لكل المشاريع التي تتوافق والسياسة العامة للدولة، سواء في مجال السياحة أو الفلاحة أو الرقمنة أو الموارد المائية. وفي الختام، أشار المتحدث إلى أن الهدف في آخر المطاف، هو البحث على المؤسسات القادرة على إعطاء إضافة نوعية للمجتمع على المستوى المحلي أو الوطني.