لم يجد عامة الجزائريين بعد التعيينات الصيفية الأخيرة للولاة الجدد، غير التعليق، لأن منصب الوالي مازال حكرا على السلطة المركزية، تتصرف فيه حيثما شاءت وأينما شاءت، فلا انتخابات ولا هم يحزنون بعد أن فشلت الانتخابات في المجالس المحلية والولائية، ومنحت البلاد أميار الشكارة، وما شابه، وواضح أن المنصب رجالي ولا يُمنح للنساء إلا في الولايات المسالمة جدا التي لا احتجاجات فيها مثل عين تموشنت وتيبازة، كما حدث في السابق. وهذه المرة تم منح وزيرة السياحة السابقة يمينة نورية مقاليد ولاية بومرداس المسالمة تماما على شاكلة ولايتين، سبق لها قيادتهما في مستغانم وعين موشنت، وعلق أبناء ڤالمة بالقول: نصف قرن والولاة الرجال عاجزون عن تحريك قاطرة الولاية، فأمدونا بامرأة ومن يدري فقد تكون "عائشة خير من عياش"، كما يقول المثل الشعبي. وخشي سكان تيبازة على مدينتهم السياحية بعد تعيين السيد عبد القادر قاضي وزير الفلاحة السابق على مقاليد القيادة، فقد تختلط عليه الأمور ويتحوّل سكان الولاية إلى فلاحين، وتتجول الأبقار الحلوب في المركبات السياحية والتاريخية في الولاية، بينما تحدى سكان عنابة، إن وجد الوالي الجديد كرسيا يجلس عليه بعد أشهر من الفراغ الذي عاشته الولاية، وقيل بأن المافيا أحكمت قبضتها وأخذت حتى كرسي الوالي، أما السيد زوخ، فبالرغم من ضعف بطاريات صوته، إلا أن بطاريات حياته كوالي اتضحت قوتها، وبإمكانه الآن أن يدخل عالم الفوخ والزوخ بعد أن انهار بنيان غالبية الولاة، وبقي هو في العاصمة، لا يختلف عن أي وزير جزائري، أما والي باتنة الجديد محمد سلاماني فهو مدعو مباشرة للتوجه إلى تمڤاد التي سيصلها الشاب خالد لإحياء مهرجانها الدولي، بينما على والي البليدة الجديد بوعزقي عبد القادر تحسين العلاقة مع الحاج روراوة حتى يبقى رفقاء فيغولي في هذا الملعب الذي تأهلت به الجزائر إلى المونديال مرتين متتاليتين، وعلى والي تيزي وزو مراد ابراهيم البدء بالكرة، بالفصل في حكاية حناشي، حتى لا يعيش دخولا كرويا واجتماعيا على وقع الاحتجاجات بين أنصار وخصوم الوالي الكروي في تيزي وزو محند الشريف حناشي.