انتقل وزير المجاهدين الأسبق ابراهيم شيبوط إلى جوار ربه، السبت، عن عمر يناهز 88 سنة، حيث وافته المنية إثر مرض عضال ألزمه الفراش بالمستشفى العسكري بعين النعجة بالجزائر العاصمة. والمرحوم من مواليد 24 مارس 1937 بدائرة الحروش، ولاية سكيكدة، التحق بصفوف الثورة التحريرية مع انطلاقها أي في الفاتح من شهر نوفمبر 1954، وبعد سنوات من الكفاح المسلح عين ضابطا في جيش التحرير الوطني، بعدها عين مسؤول ناحية بالولاية الثانية التاريخية، كما تقلد بعد الاستقلال عدة مناصب منها واليا، ونائبا بالمجلس الشعبي الوطني، وحقوقيا، حيث مارس المحاماة لفترة وجيزة، ثم عين نائبا بالمجلس الشعبي الوطني، ليتم انتخابه رئيسا للجنة القانونية والإدارية، ثم عضوا بعدة لجان بالمنظمة الوطنية للمجاهدين. عين وزيرا للمجاهدين في جوان1991 إلى غاية أفريل 1994، ساهم في إنجاز كتاب عن الشهيد البطل زيغود يوسف، حيث قدم شهادة ثمينة عن أحد رجال الجزائر الأفذاذ الذين لعبوا دوراً ريادياً ورائعاً في الجهاد المسلح ضد الاستعمار الفرنسي، أين كشف عن سيرته، وجهاده وعبقريته وأكد جدارة هذا الشهيد البطل الذي يذهب الكثير من الدارسين والمؤرخين إلى التأكيد على أنه هو الذي غير مجرى تاريخ الثورة الجزائرية بتصميمه لخطة هجومات 20 أوت 1955. جنازة الراحل ستقام الأحد بمقبرة القبية بولاية سكيكدة، وذلك بحضور السلطات المدنية والعسكرية وجمع غفير من أعضاء الأسرة الثورية. وقد بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ببرقية تعزية إلى أسرة المجاهد الفقيد إبراهيم شيبوط، الذي وافته المنية، السبت، أكد فيها أن الفقيد يعتبر قدوة للأجيال تستلهم من شيمه وفضائله عبرا ودروسا. وجاء في نص التعزية: "شاء الديان سبحانه وتعالى أن يترفق بروح عبده المجاهد والمناضل الشهم الأخ إبراهيم شيبوط في الذكرى السيتنية لعيد المجاهد، هذا الموعد لهذه الشامة الفارقة في تاريخنا المعاصر، الذي كان فيه الفقيد العزيز ضمن الكوكبة المؤمنة من المجاهدين بقيادة الشهيد الرمز زيغود يوسف وأقرانه الأوائل، ممن تحدوا طغاة الاستعمار بجحافل جيوشه وآلياته الجبارة، تحدوهم باسم الحق، ونازلوهم بإرادة لا تلين، استلهمومها من عزم شعبهم وإيمانه وتصميمه، فكان لهم ما أرادوا، نصر الله وفتح قريب". وأضاف رئيس الدولة: "لقد كان الفقيد من معدن الصدق، تخرج من رحم الحركة الوطنية، تشبع بقيمها، وفتح المولى قلبه على الإيمان، وهداه إلى سواء السبيل، ليتدثر بقيم الإنعتاق والتحرر، و نكران الذات بما هيأ له مع رفاقه و قادته، من سبل الرشاد، فما تلكؤوا يوم دعاهم داعي الحق و الجهاد، فنفروا خفافا وثقالا، وكابدوا أهوال الحرب سنين، إلى أن أتى الله بنصره على الضالمين". وتابع قائلا:"وفضل فقيدنا خادما لشعبه وطنه، مناضلا ومسؤولا ساميا، بنفس العزيمة الثورية و القناعات المبدئية و الروح الوطنية". "نعم لقد فقدت فيه الجزائر مجاهدا شهما، ووطنيا صرفا، وإطارا كفئا، وقدوة للأجيال تستلهم من شيمه وفضائله عبرا ودروسا، هي حصون باقية على مر الزمن، تتحصن بها الناشئة في سبيل تقدم الوطن، ورقي الأمة وسؤددها إلى أن يرث الله الأرض". واستطرد رئيس الجمهورية بالقول "وإذ أنعاه اليوم، ليحدوني ألم وحسرة على فراق رفيق سلاح ونضال تغمده الله عز و جل بأنعام رحمته الواسعة و اسكنه فراديس جناته الرحبة، ورزق أهله البررة وذويه الأكارم ورفاق دربه الأشاوس صبرا جميلا وسلوانا أثيلا، وأعرب لكم جميعا عن خالص العزاء و صادق الدعاء". وختم الرئيس بوتفليقة تعزيته بقول الله عز وجل "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".