هاجم الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، السعودية، وقال أن كل أعدائه موجودون حالياً فيها وأنها "لم تعد بلداً شقيقاً أو صديقاً". وطالب صالح حليف المتمردين الحوثيين في الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر، في تصريحات نشرها، الاثنين، موقع "هافينغتون بوست عربي"، بمحاكمة عبد ربه منصور هادي الذي خلفه في الرئاسة وذلك بتهمة الخيانة لأنه طلب تدخلاً أجنبياً في البلاد. وقال صالح، إن الضربات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية دعماً لهادي هي غلطة لأن الشعب اليمني أصبح يعتبر المملكة دولة معتدية بعد أن كانت يوماً دولة حليفة. وتخوض وحدات في الجيش موالية لصالح معارك إلى جانب الحوثيين الذين يدينون بالمذهب الزيدي الشيعي وقد يصبح موقفه أساسياً في أي مساع دبلوماسية لتحديد مستقبل اليمن في ظل قاعدة التأييد الواسعة له داخل الجيش والحكومة. ونسب موقع هافينغتون بوست عربي إلى صالح قوله: "لقد خان الفار هادي الأمانة وتخلى عن المسؤولية التي ألقيت على كاهله واستدعى العدوان على شعبه ووطنه وأصبح اليوم خصماً لكل اليمنيين". وتابع قوله: "ارتكب الفار هادي الخيانة العظمى حين دعا التدخل السعودي والأجنبي.. وبالجرائم التي اقترفها يجب محاكمته وإيداعه محكمة الجنايات الدولية وهو ما نسعى إليه". وفي رد فعل على هجوم صالح، أكد الناطق باسم الحكومة اليمنية راجح بادي في تصريحات لهافينغتون بوست عربي، أن الخائن الحقيقي الذي يستحق المحاكمة هو الذي دمر عدن وتعز والضالع ومأرب وشبوة (في إشارة لصالح)، أما الرئيس هادي فهو رئيس شرعي منتخب من قبل اليمنيين وشرعيته معترف بها من قبل العالم أجمع. وكان هادي قد قال إنه طلب من القوات التي تقودها السعودية مساعدة اليمن ضد جماعة نفذت انقلاباً على حكومته المعترف بها دولياً. وخرج الحوثيون من معاقلهم في الشمال ليسيطروا على صنعاء في سبتمبر عام 2014، مما دفع هادي حليف الولاياتالمتحدة والسعودية للتوجه إلى الرياض حيث يمارس مهام الرئاسة. وتقدم الحوثيون صوب الجنوب وسيطروا على مدينة عدن الساحلية في مرحلة مبكرة من الحرب، لكنهم خسروا السيطرة على المدينة في منتصف جويلية أمام قوات مقرها الجنوب وأمام التحالف الذي تقوده السعودية. ولا يزال صالح لاعباً سياسياً قوياً في اليمن رغم إجباره على التنحي في 2012 بموجب خطة انتقالية بوساطة خليجية في أعقاب احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر ثلاثة عقود. ونال صالح حصانة بموجب هذه الخطة. وقال صالح، إنه ممتن لدعم السعودية له في عهد الملك الراحل عبد الله الذي توفي في وقت سابق هذا العام. لكنه أدان دور المملكة حالياً قائلاً إنها تؤوي "عناصر وقيادات مجرمة" تقف خلف تفجير مسجد ملحق بقصره في 2011 في هجوم أودى بحياة مساعدين كبار له وتسبب في تشويهه. وقال "السعودية بعد عدوانها على اليمن لم تعد بلداً شقيقاً ولا صديقاً بل بلداً معتدياً على وطننا وعلى الشعب اليمني".