تتنافس المواقع الإلكترونية وعلى رأسها موقع "واد كنيس"، هذه الأيام في الترويج لأضاحي العيد، حيث بات هذا الفضاء الإلكتروني وجهة جديدة يعرض فيها الموالون كباشهم من مختلف الأعمار، بل وحتى الأبقار، الثيران والإبل بأسعار خيالية، وهو ما يشجع العديد من المواطنين بغية التحقق والمسارعة لحجز أضحية العيد، غير أن ما يطبعها غياب معلومات حقيقية وتفاصيل أكثر حولها وهو ما يصدم الزبون. طغت على مواقع البيع الإلكترونية هذه الأيام إعلانات عن بيع أضاحي العيد بأسعار مميزة، وقد عمد الموالون في إعلاناتهم لذكر أسعار هذه الأضاحي ونشر صور لبعضها وهو ما يحفز المواطنين للاتصال بأصحاب العرض، غير أنهم يكتشفون أن السعر يتعلق بالخروف الصغير، فالأسعار تختلف باختلاف الحجم، وهو ما يغضب المطلع على الإعلان. يقول أحد المواطنين: "شاهدت قبل أيام إعلانا في واد كنيس لمربي أغنام غرب العاصمة يعرض أضاحي العيد بسعر 25 ألف دينار، واحتوى الإعلان على صور لقطيع وهو سعر مغر جدا بالنسبة إلي ويجنبني مشقة التنقل إلى الأسواق والتردد على الموالين بحثا عن أضحية تتوافق مع ميزانيتي، فاتصلت بصاحب العرض، والذي أكد ما ورد في الإعلان، إلا أنني وبعد أن تكبدت مشقة التنقل إلى مزرعة المربي اكتشفت أن الأسعار غير ثابتة ومبلغ 25 ألف دينار هو ثمن خروف صغير لا يجوز ذبحه". وللتحقق أكثر من هذه العروض، دخلنا موقع "واد كنيس"، أين اختلفت أسعار الأضاحي ما بين 25 و30 ألف دينار، وهناك عروض لأضاح أخرى كالثيران التي تفضل منطقة القبائل نحرها والإبل المفضلة في مناطق الجنوب، شدنا إعلان لموال من ولاية الجلفة يعرض الكباش ب30 ألف دينار، ولم يرفق إعلانه بأي ذكر لمواصفات هذه الأضاحي أو معلومات عنها باستثناء أنها تتغذى من طبيعة ولاية الجلفة المعروفة بجودة مواشيها، وأنه يبيعها حسب الطلب. فاتصلنا به وهناك تفاجأنا بالموال يخبرنا بأن أسعار الأضاحي تختلف باختلاف حجمها، وهو ما لم يصرح به من قبل ف30 ألف دينار المذكورة في الإعلان هو سعر الخروف الصغير والذي يبلغ عمره السنة، أما الأغلى سعرا فهو 70 ألف دينار، مواصلا أن ثمن الكبش يختلف على حسب كمية لحمه صافيا، فالكبش المتوسط يقدر لحمه الصافي ب25 كلغ، وقال محدثنا بأنه معتاد كل سنة على بيع أضاحي العيد وعلى وضع إعلانات في موقع واد كنيس للترويج لها. ولأن موسم عيد الأضحى هو فرصة أخرى لعشاق مصارعة الكباش، أين تقام دورات خاصة بها يعرض بعض المختصين في ربط الكباش وتدريبهم على المصارعة إعلانات على الموقع السابق تحت تسمية كباش للمبارزة كالطيبازي، الغول، الطيارة والعنابي، وقد وضع صاحب الإعلان صورا لهذه الكباش وأخرى مأخوذة من مصارعتهم. من جهته، أوضح رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك مصطفى زبدي، أن الضبابية وعدم الشفافية هي أكثر ما يميز إعلانات بيع الأضاحي المنشورة عبر الانترنيت، فقد يفاجأ الزبون بعرض كباش بأسعار منخفضة، غير أنه وبعد التنقل إلى الموال يكتشف أنها تخص خرفانا صغار أقل من 6 أشهر ولا تجوز للذبح، واستطرد المتحدث بأنه من الضروري على أصحاب هذه العروض رفع اللبس والعمل وفق دفاتر شروط خاصة منها ذكر وزن الكبش الصافي تقريبا، وهو أهم ما يشغل تفكير الزبون وسنه، فمثل هذه الإعلانات على حد قول زبدي لا تساعد المستهلك في الاطمئنان لهذه الإعلانات بمعلومات وافية. واستحسن رئيس جمعية حماية المستهلك رواج هذا النوع من التجارات في الأعياد ومواسم الأفراح وهو ما يسمح باستقرار الأسعار.