* كنت كتبت مقالا حول سياسة وزارة الثقافة فيما يتعلق بالكتاب.. طبعه ونشره وتوزيعه، وقلت في ذلك المقال الذي لم ألتق به مكتوبا في الجريدة »ألا يعتبر تبذيرا للمال العام عندما تطبع الوزارة عشرات الآلاف من النسخ وتمنعها من التداول في سوق الكتاب؟«، بمعنى آخر: كيف نفسر فرض وزارة الثقافة وضع عبارة »ليس للبيع« أو »فقط يوضع في المكتبات ولا يباع« أو أي عبارة تمنع بيع الكتاب وتجبر الناس على زيارة المكتبات والمطالعة فيها.. ونحن نعرف مستوى المكتبات في البلديات.. وعلى الأخص في بلديات الجنوب أو البلديات النائية.. بحيث تكاد تتحول المكتبة إلى مقبرة لا يزورها الناس إلا في المناسبات وليس في جميع المناسبات. * لم أفهم لماذا أصرت وزارة الثقافة على جعل الكتاب ب: ..بلاش.. أي بدون مقابل.. * نعم أنا على ثقة تامة في المسعى النبيل للوزارة بحيث سيذكر التاريخ أن الكتاب كان ممنوعا من البيع في الأسواق وأنه كان يوزع مجانا.. ومن يعارض في جعل الكتاب بدون مقابل؟ * كنا في السنوات الأولى للاستقلال نهلل لوزارة الإعلام والثقافة وهي تتدخل -وفي المناسبات الكبرى- لرفع مردود الكاتب على كتابه.. أو تمديد سنوات حق المؤلف أو إلغاء الضريبة على المنتوج الثقافي أو على الأقل تخفيضها إلى أدنى حد.. كنا نفرح ونهلل لمثل هذه الإجراءات.. واليوم أجدني شخصيا ضد جعل الكتاب ب ... بلاش ووضع كلمات تمنع تداوله في سوق البيع.. لماذا؟ * إن هذه السياسة التي تصبو إلى جعل المادة الثقافية تصل إلى المواطن ببلاش، من شأنها أن تقتل الثقافة.. ومن شأنها أن تقتل روح التنافس بين المبدعين.. ومن شأنها أن تجعل المال العام لعبة غير منتجة.. كما لا تعطى الفرصة لشركات النشر والتوزيع لمعرفة مدى إقبال القراء على هذا النوع من الإبداع دون الآخر. * وذكرت في المقال الذي كتبته ولم أحظ بقراءته قبل بضعة شهور أن وزارة الثقافة كانت أقل ضررا على الكتاب والمبدعين من وزارة المجاهدين التي أصدرت عدة عناوين بمناسبة الذكرى الخمسين لاندلاع الثورة المباركة واعتبرتها هدية من الوزارة إلى القراء في حين أنها لا تملك حق الإهداء.. فمن يهدي شيئا يكون على الأقل مالكا له.. أما أن تتصرف الوزارة في إهداء الكتاب للمواطنين وهي لم تشتر حقوق التأليف فهذا يعتبر اعتداء صارخا على المؤلين وحقوقهم. * هذا موضوع لن أسكت عنه حتى مع التقادم، لأني متضرر من هذا التصرف غير القانوني والذي ذهب ضحيته أكثر من كاتب وشاعر.. أقول لن أسكت حتى تصلح الوزارة ما أفسده بعض مسؤوليها الذين لا علاقة لهم لا بالثقافة ولا بالكتاب. * كما ذكرت في المقال إياه أن الترويج لأي كتاب جديد يبقى متوقفا على فئة محظوظة من المؤلفين الذين لهم علاقة ببعض المنشطين.. وهؤلاء ينتقون من بين المؤلفين من لهم بهم علاقة حميمية أكثر من غيرهم ولذلك نلتقي بين الحين والحين بندوة حول كتاب يناقشه بعض المتابعين للفعل الثقافي، أما من عداهم فهم غير محظوظين حتى ولو كانت إبداعاتهم تستحق التنويه. * المطلوب في نظري أن تبادر وزارة الثقافة إلى خلق نوع من المنافسة.. أولا: بالتعريف بالمؤلفين ومؤلفاتهم.. ثانيا: نشر آراء لجنة القراءة، لأنها قامت بتقييم الكتاب واطلعت على جزئياته.. ثالثا: بيع الكتاب بسعر التكلفة على الأقل ليضمن مردودا ولو محدودا أحسن من بيعه ب ...بلاش.