لأن يهدي الله بك رجُلا.. قد يبدو من الخيال أن يتمكن شاب يبلغ من العمر 31 سنة يقيم ببلدية بوشقوف الواقعة على مسافة 35 كلم نحو شمال شرق قالمة من تحقيق ما عجز عنه كثير من الأئمة والدعاة الشاب عبد الوحيد سوايبية تمكن بكل بساطة من إقناع ثلاثة فرنسيين سيدتان ورجل من زيارة الجزائر وبالتحديد مدينة بوشقوف التي أعلنوا بأحد مساجدها اعتناقهم الدين الإسلامي * * أقنع عجوزا فرنسية كانت تبادله رسائل الإعجاب عبر "الشات" لاعتناق الإسلام * * في أواخر سنة 2006 عندما كان في إحدى المرات يمارس »الشات« على شبكة الأنترنيت تعرف على السيدة الفرنسية المسماة »ميشال« والتي تبلغ من العمر 58 سنة، وصرح عبد الوحيد أنه كان وقتها قد قاطع الدراسة بسبب فشله في الحصول على شهادة البكالوريا سنة 1999 وباشر العمل في المطعم الذي يملكه بقلب مدينة بوشقوف، وأنه كان يوميا يتحدث إلى ميشال عن طريق الشات حتى تحولت العلاقة بينهما إلى علاقة حميمية، يتبادلان خلالها الأفكار ويشتكيان مشاكل بعضهما وما يعترضهما من عقبات يوميا، وتطورت العلاقة بين الشاب الجزائري المسلم والعجوز الفرنسية المسيحية إلى درجة أن كليهما أصبح لا يستطيع الاستغناء عن الحديث مع الآخر بشكل يومي ومستمر. ويضيف الشاب وحيد، أن فكرة اقتراح اعتناق الإسلام على صديقته الفرنسية جاءت دون تخطيط أو تفكير مسبق، بل كانت عن طريق الصدفة فقط وبالتحديد بتاريخ الفاتح جانفي 2007 وأثناء تبادل أطراف الحديث على الشات تلقى سؤالا من صديقته الفرنسية بشأن عدم ذهابه للاحتفال برأس السنة الميلادية، وفي تلك الأثناء يقول وحيد زعمت أنني لا أعرف شيئا عن هذه الاحتفالات وأنها لا تخصني، وحينها بدأت بمناقشتي ومحاولة إقناعي بأن هذه الاحتفالات هي شئ مقدس لأنها تعني الاحتفال بمولد السيد المسيح الذي هو إبن الله. وعبثا حاول إقناعها بالإسلام. * * العجوز الفرنسية تأتي إلى الجزائر بصحبة فرنسيين اثنين * * لكن في أحد الأيام وعندما كان على »الشات« ومع صديقته الفرنسية ميشال، سألها عن أحوالها وصحتها فأجابته أنها مريضة وتعاني من آلام حادة على مستوى الظهر، وأنها زارت عددا من الأطباء دون أن تتحصل على نتيجة طبية مرضية، وفي تلك الأثناء وبكل شجاعة أخبرها وحيد أنه بإمكانها ترديد جملة واحدة تجلب لها الشفاء النفسي والروحي، وعندما سألته عن الجملة لم يتردد الشاب وحيد في القول لها »أشهد أن لا إله إلاٌ الله وأن محمدا رسول الله«، وفي لهفة يقول طلبت مني صديقتي الفرنسية أن أكتب لها هذه الجملة بالفرنسية وحرفيا وعندما اطلعت عليها طلبت منّي أن أشرح لها معنى هذه العبارة. وبتفانٍ كبير أخبرتها أن هذه العبارة تعتبر بمثابة الباب الأول لدخول الدين الإسلامي وأن من ورائها شفاء للنفس وللقلوب. وبعد يومين عاود الاتصال بها عن طريق الشات فعلم منها أنها أحست بالراحة ونسيت تماما عبارة (أشهد أن لا إله إلاٌ الله)، حاول وحيد أن يذكرها بأن العبارة هي التي كان لها مفعول إحساسها بالراحة وفتح معها الموضوع من جديد بطريقة لبقة محاولا إقناعها ببعض تعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى الرحمة والتسامح بين الناس والشعوب، ومنذ ذلك اليوم أصبحت ميشال تردد باستمرار عبارة الشهادتين. واعتبر النطق بالشهادة بمثابة بوابة كبيرة للدخول في الإسلام. * وبعد فوز وحيد بشهادة البكالوريا، قررت صديقته الفرنسية ميشال زيارته بمدينة بوشقوف الجزائرية لتتعرف أكثر على محيطه ووسطه الأسري، وقد صادفت زيارة ميشال إلى الجزائر زيارة صديقتها مونيكا، عضو الحزب الشيوعي الفرنسي وزوجها ريجيس البالغين من العمر 60 سنة واللذين قدما إلى الجزائر لحضور عرس زفاف لأحد المغتربين الجزائريين والذي يعتبر صديقا لهما ويقيم بمدينة وهران. وفي زحمة تبادل أطراف الحديث والقفز بين المواضيع حتى قالت مونيكا إنها لم تجد ما تبحث عنه في المسيحية أو البوذية وعندها لم يتردد الشاب عبد الوحيد في اغتنام الفرصة التي أتيحت له، خاصة وأن صديقته ميشال كانت مقتنعة جدا بكلامه وبتعاليم الدين الإسلامي، فوجه سؤاله لمونيكا »هل جربت دخول المسجد« وعندما أجابته بالنفي أضاف »ربما تجدين في المسجد ما كنت تبحثين عنه دوما«. * ومن هنا انطلقت الفكرة لإقناعها وزوجها باعتناق الإسلام وبدأت هذه الفكرة تكبر في رأس عبد الوحيد وكذا عائلته، خاصة أمه ووالده اللذان يقول إنهما وفّرا له كل الظروف المواتية والمعاملة الطيبة لضيوفه الذين تأثروا كثيرا لحفاوة الاستقبال والمعاملة الطيبة من عائلة سوايبية وكل جيرانهم، وتدريجيا تغيّرت نظرة هؤلاء الفرنسيين للعرب والمسلمين.