شهد حي ثنية الحجر الشعبي الواقع بوسط مدينة المدية ليلة السبت إلى الأحد رعبا وذعرا حقيقيين عقب اندلاع النيران في درج السلالم الخاص بالعمارة رقم 17. حسب شهود عيان، فإن الحريق الذي وقع في حدود الساعة الحادية عشر ليلا تسببت فيه شرارة كهربائية اندلعت بالطابق الأول، وساهمت مواد طلاء كانت مخزنة قريبا من موقع الشرارة في سرعة النيران وانتشارها، وقد امتدت ألسنة اللهب إلى أنابيب الغاز التي شارفت على الذوبان لولا تدخل أحد سكان العمارة، بعد أن غامر وتمكن من قطع الغاز بها. وغطى الدخان المنبعث من النيران جميع الشقق العشرين المشكلة للعمارة، ما أدى إلى تسجيل حالات إغماء واختناق نقل بعضها في حالة خطيرة إلى مستشفى محمد بوضياف من طرف أعوان الحماية المدنية الذي ساهم تدخلهم السريع في وقف امتدادات ألسنة اللهب وتحجيم الخسائر، كما كان الصراخ ونداءات الاستغاثة المنبعثة في هدوء الليل من شرفات منازل العمارة سببا في استنفار سكان هذا الحي الكبير من مدينة المدية، وتوسيع دائرة المخاوف وسطهم، قبل أن يتبين لهم أن الأمر يتعلق بحريق جرى تطويقه. هذا وأعرب بعض سكان العمارة الذين التقتهم "الشروق" عن استيائهم الكبير من الوضعية المتدهورة لعمارات الحي بسبب التسربات المائية التي حولت كثيرا من أدراج السلالم به إلى برك عائمة تهدد مختلف الشبكات، إلى جانب استيائهم من أشغال"البريكولاج" غير المدروس لصيانة وإعادة تنظيم الشبكة الكهربائية بهذه العمارات التي جمعت كل عداداتها في حيز واحد . وناشد السكان الجهات الوصية ضبط خطة آمنة لصيانة تلك العمارات وجميع العمارات القديمة بمدينة المدية من أخطار التسربات المائية وأثارها على الشبكة الكهربائية، إلى جانب عدد من الأخطار الأخرى.