أشرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، صباح السبت، على انطلاق تصوير المشاهد الأولى لفيلم "البوغي" بغابة البعراوية بالخروب بقسنطينة. وهو العمل الذي يندرج في إطار برنامج دائرة السينما لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015". وينتج بشراكة بين المركز الجزائري لتطوير السينما وشركة "3 في" للإنتاج. أثنى ميهوبي على المجهودات التي بذلت من طرف القائمين على هذا الإنجاز السينمائي المهم في تاريخ الجزائر، بحكم أنه يروي جانبا من حقبة تاريخية مميزة وحاسمة في تاريخ المدينة العريقة، ارتبطت بمقاومة قسنطينة للاحتلال سنتي 1836 - 1837، وسقوطها في يد الاحتلال. واعتبر تحويل هذه القصة الجميلة، التي جمعت ما بين المسرح والغناء والشعر، إلى فيلم سينمائي إضافة إلى السينما الجزائرية متمنيا أن يحظى هذا الإنتاج الجديد بنفس النجاح الذي أحرزه الفيلم التاريخي "بوعمامة". ويكون ضمن قائمة أفضل الأفلام الجزائرية، طالبا في نفس السياق من كل الإعلاميين مواكبة نضج المولود السينمائي الجديد. وحسب الفنان حسان بن زراري، الناطق الرسمي للشركة المنتجة "3 في"، الذي سيؤدي دور الحاج أحمد باي في هذا الفيلم لمخرجه علي عيساوي، فإن العمل يروي قصة حب مستحيلة جمعت بين سعد العنابي، الشاب البسيط، الذي تنقل من عنابة إلى قسنطينة ليتعلم فن الطرازة، ونجمة، البنت خارقة الجمال، المنحدرة من عائلة برجوازية معروفة، استلهمت من قصتهما المحزنة أجمل القصائد التي أداها عميد أغنية المالوف الحاج محمد الطاهر فرڤاني، حيث إنه في يوم من الأيام، بينما كانت نجمة رفقة خادمتها، قاصدتين "الحمام"، سمعت لحنا جميلا انبعث من عود سعد، لتلتقي النظرات ويبدأ الحب من أول نظرة، لكن النهاية كانت مأساوية. وأضاف أن عدد الممثلين بلغ ال 86 ممثلا وممثلة، 90 بالمئة منهم من قسنطينة، من بينهم: عنتر هلال، عبد الحميد حباطي، جمال دكار، عبد الله حملاوي، إلى جانب آخرين من مسرح عنابة مثل: عبد الحق بن معروف، حميد قورين، حميدة ريم، بتسيس محمد، الجزائر: نادية طالبي، مداني نعمون، ومن باتنة: الممثل زاوي محمد، مضيفا أن دور البطولة في الفيلم سيكون للممثلة الشابة: سارة لعلامة، في دور "نجمة"، والفنان عباس ريغي في دور "سعد العنابي". وفيما يخص مدة تصوير الفيلم، فإنها، حسب ذات المتحدث، ستصل إلى 105 يوم، لتبلغ ميزانيته ال 60 مليون دج، إلى جانب دعم مادي قدم من طرف محافظة تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، بلغ قيمته ال 05 ملايين دج. للعلم، فإن أحداث الفيلم كانت ستجري بالمدينة العتيقة "السويقة" لكن وضعية بيوت هذه الأخيرة الكارثية حالت دون ذلك، ليتم اختيار منزلين عتيقين فقط لأجل تصوير بعض المشاهد، يقعان بحي سيدي بوعنابة، إلى جانب لقطات بقصر أحمد باي. أما المشاهد الأخرى، فستكون بغابة البعراوية بالخروب، التي أنجز بها ديكور خاص بحي "سيدي لجليس العتيق". وكان من تصميم مهندسين مختصين. يذكر أنّ العرض الأولّ للفيلم يكون في أفريل المقبل، تزامنا مع اختتام تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.