وفي الغشّ فليتنافس المتنافسون شهر رمضان.. شهر تجتمع فيه قيم الرأفة والتعاون، التسامح والرأفة، وغيرها من القيم التي اندثرت أمام جشع بعض التجار.. تجار أعماهم الطمع والرغبة الجامحة في تحقيق الربح السريع فلم يتركوا وسيلة إلا واستعملوها حتى ولو كان ذلك على حساب صحة المواطن. * * أطنان من اللحوم المجمدة تخزن بمستودعات قبل تسويقها * * فبعد فضيحة لحوم الحمير التي اهتز لها الرأي العام في 2001، فضيحة أخرى لا تقل فظاعة، وتدعو إلى دق ناقوس الخطر وضرورة التدخل العاجل لوضع حد لمقترفي هذه الجرائم... لحوم مجمدة تخزن بمستودعات حتى يزول عنها التجميد... ليتم بعد ذلك رشها بمحلول مستورد من الخارج ليعطيها لونا ورديا ويحول دون تعفنها.. تباع بعد ذلك على أساس أنها لحوم طازجة بأسعار مغرية. * بالعودة قليلا إلى الوراء عرفت هذه الأنواع من اللحوم الكثير من الجدل وفتحت المجال واسعا لطرح المزيد من التساؤلات حول مدى شرعيتها، انتهت في آخر المطاف بإصدار قرار منع إستيرادها في ماي الفارط، وكان هذا القرار ساري المفعول إلى غاية 31 من أوت المنصرم. * وبموازاة إجراءات التجميد، راح بعض التجار يبحثون عن السبل الكفيلة لبيع اللحوم المجمدة تحايلا على القانون ببعض القصابات المتواجدة بالعاصمة وحتى بأرقى الأحياء، ويتم ذلك عن طريق تخزين الأطنان من اللحوم المجمدة في مستودعات أو في غرف التبريد مع خفض درجات حرارتها لتفكيك الثلوج المحيطة بها، وفي هذا يقول(ع/محمد) جزار بالعاصمة، يمتهن هذا العمل منذ أزيد من 30 سنة "هم في العادة أشخاص غرباء عن هذه المهنة، يقدمون على فعل أي شيء لتحقيق أكبر ربح ممكن، غير آبهين بما تشكله تلك الحيل من مخاطر على صحة الزبون، فبعد تذويب الثلوج الموجودة باللحوم، يتم رشها بمحلول يتم إستيراده من الخارج (سبق استعماله على لحم الحمير) يعطيها لونا ورديا وهو اللون الذي تتميز به اللحوم الطازجة بغرض التمويه على الزبائن وجعلهم يعتقدون أنها لحوم طازجة"، قيل لنا أنه يعرف باسم "الرودبور"، وذكر محدثنا أنه يتم عرضها في الثلاجات على أنها لحوم طازجة بأسعار مغرية، ففي الوقت الذي تجاوز سعر اللحم البقري بدون عظم (هبرة) سقف 800 دج تباع هذه اللحوم ب450 دج، أما سعر اللحوم الطازجة بالعظم تباع في الغالب بسعر 650 دج، بينما تباع اللحوم المجمدة (الطازجة) بسعر 350 دج، في حين لا يتجاوز سعر شرائح اللحم 600 دج، بينما لا يقل سعر الطازج منه 900 دج، ولعل التفاوت الموجود في الأسعار يفتح المجال لعدة تساؤلات، إلا أن ضعف القدرة الشرائية للزبائن والإغراءات المقدمة من قبل هؤلاء الباعة أعمت بصيرتهم وجعلت الكثير منهم يتهافت على اقتنائها، وهو ما لمسناه فعلا من خلال الجولة التي قادتنا إلى بعض هذه المحلات بالعاصمة.. طوابير طويلة.. أسعار مغرية تراوحت بين 520 إلى 580 دج، فرغم لون اللحوم غير العادي والتي كانت تقطر بالدماء، إلا أن طلب الزبائن عليها لم يقل عن 4 كلغ، بل أن أغلبهم وبعد سؤالنا لهم خلسة عما إذا كانت مجمدة أو طازجة، أجزم أنها لحوم طازجة، بل أن أحدهم راح يصرخ في وجهي "لا تميزين بين اللحم المجمد والطازج.. أنظري جيدا إنها لحوم طازجة". * * اللحوم المجمدة عرضة لبكتيريا "سالمونيلا" القاتلة * أكد الدكتور حميدي مدى الخطورة التي تشكلها اللحوم المجمدة على صحة الإنسان في حالة عدم استهلاكها مباشرة بعد إخراجها من الثلاجة أو المبرد، وفي حالة ما حدث العكس، أي إذا تم تركها خارج الثلاجة لفترة دون استهلاكها تصبح عرضة لانتشار بكتيريا خطيرة تسمى "سالمونيلا" التي تؤدي في حالات كثيرة إلى تسممات خطيرة تؤدي في أغلب الحالات إلى الوفاة.