مع دخول شهر أوت لم تبق إلا أيام ونستقبل شهر رمضان المبارك الذي بدأ الجزائريون يستعدون له ماديا وروحيا، آملين فقط ألا يشهد انقطاعات في التيار الكهربائي ويحرمهم من جرعة ماء باردة بعد يوم حار من الصيام. وفي الجهة الأخرى هناك من هم على أحر من الجمر ترقبا لحلول هذا الشهر الكريم، لكن هؤلاء ليس لانتظار بركاته الروحية وإنما "بركاته" المادية، هم المضاربون والغشاشون والجشعون من التجار الذين بدأوا من الآن التحضير لتضييق الحبل حول عنق الزبون. فكل أشكال المضاربة بدأت ترتسم معالمها في أسواقنا ولا أحد من وزارة التجارة تدخل للسهر على ضمان توازن السوق. وكل المؤشرات تدل على أن رمضان القادم سيشهد مضاربة شرسة أبطالها الجشعون ومصاصو الدماء الذين لاتأخذهم رأفة ولا رحمة ولا يعيرون الشهر الفضيل اهتماما ولا يعرفون لحرمته قيمة. ولكن إذا كنا نتوقع ما سيقع من ارتفاع للأسعار سواء تعلق الأمر بالخضر أو اللحوم، فلا يعني ذلك الاستسلام للأمر الواقع مادامت هناك مصالح تابعة لوزارة التجارة ودورها يفرض عليها التدخل من الآن بإجراءات وقائية تضيِّق الخناق على المضاربين بمراقبة مخازنهم وردع أساليبهم غير القانونية.