هتف أنصار حزب الله اللبناني "الموت لآل سعود"، في الوقت الذي صعد فيه الأمين العام للحزب المدعوم من إيران من هجومه على السعودية، في خطاب خلال إحياء مراسم ذكرى عاشوراء، السبت. ووضع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حكام السعودية جنباً إلى جنب مع "عدويه" القديمين "إسرائيل" والولاياتالمتحدة، مما يظهر تزايد حدة العداء بين المملكة حليف الولاياتالمتحدة من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى. ومنذ الصباح الباكر خرج عشرات الآلاف من الشيعة في مسيرات تجوب شوارع المدن في مختلف أنحاء لبنان وهم يرددون الهتافات وبعضهم يلطم على صدره لإحياء ذكرى يوم عاشوراء وإعلان الحداد على وفاة الإمام الحسين. وقال نصر الله في خطاب، يوم السبت، أمام عشرات الألوف من أنصاره في الضاحية الجنوبية لبيروت: "نحن اليوم أبناء الحسين عليه السلام نقول لأمريكا نقول لإسرائيل نقول لآل سعود نقول للتكفيريين لا والله لا نعطيكم بيدنا إعطاء الذليل ولا نقر إقرار العبيد نحن أهل الجهاد وأهل المقاومة". وبينما هتفت الحشود التي اتشح معظمها بالسواد "الموت لآل سعود"، قال نصر الله: "باسم هذه الحشود الحسينية نجدد صرختنا العالية واستنكارنا الشديد للعدوان الأمريكي-السعودي على شعب اليمن المظلوم". وكان نصر الله اتهم السعودية، ليل الجمعة، بدعم "المشروع الإرهابي" في سوريا. وتعهد نصر الله الذي تقاتل جماعته لدعم الرئيس بشار الأسد ضد مسلحين مدعومين من السعودية في سوريا بمواصلة ما وصفه بالجهاد "في مواجهة هذه الحرب التكفيرية الأمريكية". ويلعب مقاتلو الحزب دوراً محورياً في هجوم يشنه الجيش السوري ومؤيدوه من الفصائل المسلحة بغطاء جوي توفره روسيا والتي بدأت قبل ثلاثة أسابيع حملة جوية على معارضي الحكومة. ولا تلوح في الأفق نهاية للصراع الذي حصد أرواح ربع مليون شخص. وأطل نصر الله شخصياً في ملعب الراية للمرة الثانية أمام الحضور في غضون أربع وعشرين ساعة بعد أن كان يظهر عبر شاشة لأسباب أمنية. وكانت الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله قد خضعت لإجراءات أمنية مشددة خلال الأيام العشرة الماضية من عاشوراء وخصوصاً في اليومين الماضيين. ودعا نصر الله الزعماء السياسيين المتنافسين اللبنانيين إلى عدم انتظار تطورات المنطقة قائلاً: "يجب أن تبادر جميع القوى السياسية إلى التفاهم والتعاون لإيجاد الحلول للأزمات الخطيرة التي تعصف بالبلد.. والتعاطي بجدية كاملة مع الحوار الوطني الواسع القائم في مجلس النواب حيث لا يوجد اليوم ولا في المدى المنظور أي بديل آخر عن طاولة الحوار الوطني القائمة الآن". وتعثر الأسبوع الماضي الحوار الوطني الذي كان يعقده رئيس مجلس النواب نبيه بري بغية التوصل لحل للمشاكل التي تعصف بالبلاد وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية وهو الموقع الشاغر منذ ماي 2014، فضلاً عن شلل عمل الحكومة والبرلمان. وقال نصر الله: "لنذهب إلى الحوار الجدي الذي لا بديل عنه. لا تنتظروا حوارا إيرانياً-سعودياً. الأمور تزداد تعقيداً في المنطقة. لا تنتظروا مبادرة أمريكية أو غربية. لبنان خارج اهتمامات الدول. لبنان اليوم متروك لزعمائه ولأحزابه الذين يجب أن يتحملوا المسؤولية التاريخية في هذه المرحلة". من جانبه، قال وزير المال اللبناني على حسن خليل في ختام مسيرة لآلاف من أنصار حركة أمل الشيعية بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن "الحوار بين تيار المستقبل (بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري المدعوم من السعودية) وحزب الله هو الوحيد في العالم الإسلامي بين السُّنة والشيعة وسيستمر وستكون هناك جلسة الثلاثاء". وأضاف "الحوار ضرورة والجميع يجمع على استكماله وسيحضرون".