أكد البروفيسور طاهر رايان رئيس المعهد الوطني للكلى وزراعة الأعضاء بمستشفى نفيسة حمود "بارني" أن 99 % من الجزائريين مايزالون يرفضون فكرة التبرع بأعضائهم إلى حد الآن، مشيرا إلى معاناة مرضى القصور الكلوي تتفاقم يوما بعد يوم في ظل غياب ثقافة التبرع. وأضاف "فعل التبرع هو فعل اختياري وهو فعل نبيل، كما أنه يجب أن يكون فعلا خاليا من المتاجرة ويجب أن يكون فعلا مجانيا"، وأضاف في سياق متصل: "نحن نخشى من المتاجرة بالعضو ولهذا شرطنا وجود علاقة قرابة بين المتبرع والمستفيد على غرار العلاقة بين الزوج والزوجة لغياب فعل المتاجرة بين الزوجين، وبين الأخوين"، مشيرا إلى "انه بإمكان الزوج أن يأخذ كلية من زوجته إلا بعد مرور سنتين من عقد القران لأن الواقع اثبت أن الكثير من الأزواج قاموا بتطليق زوجاتهم بعد استفادتهم من كلية، والقانون الجزائري يفتقر إلى مثل هذه الأمور، خاصة وان المرأة هي المعنية في الغالب بعملية التبرع وهذا لحماية المرأة". وأكد البروفيسور الطاهر ريان أن الجزائريين من المصابين بمرض العجز الكلوي أصبحوا يسافرون إلى الصين وإلى تركيا من اجل الحصول على كلى، حيث يدفعون أمولا طائلة بالعملة الصعبة أملا في التخلص من المعاناة. وذكر البروفيسور الطاهر ريان، وهو رئيس مشروع المعهد الوطني للكلى وزراعة الأعضاء بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، أن المتبرع يمر قبل العملية بلجنة تتكون من طبيب نفسي، مختص اجتماعي وغيرهم من أجل التحقق من اقتناعه الشخصي ومن رغبته في التبرع، مشيرا إلى أن العديد من المتبرعين يتعرضون لضغوطات عائلية ولكن في حال عرضه على المختصين سيتحدث عن هذه الضغوطات"، مشيرا إلى أن الكثير من الحالات أثبتت فعل المتاجرة بين الإخوة، حيث يطالب المتبرع أخاه بنصيبه من الميراث وفي حالات أخرى يطالبه بشقته وهذا ما نخشى من تفاقمه". وفي سياق متصل قال المتحدث إن عملية التبرع تتم في الدرجة الأولى بين أفراد العائلة الواحدة وبعدها بين أفراد العائلة ثم بين الأقارب من الدرجة الأولى ومن الدرجة الثانية وبعدها بين الأصدقاء، مشيرا إلى أنهم يسعون دائما إلى تجنب التبرع بين الأصدقاء خوفا من فعل المتاجرة. واعتبر البروفيسور طاهر ريان، أنه تمت في السنة الماضية 166 عملية زرع كلى في حين مايزال عشرة آلاف في قائمة انتظار الزرع ويخضع 20 ألف مريض لعملية تصفية الدم أو ما يعرف ب"الدياليز". وأشار البروفيسور طاهر ريان إلى أن عملية التبرع خارج العائلة والأقارب تتم وفق تقاليد معينة وهي عدم إبلاغ المتبرع أو عائلة الشخص المتوفي دماغيا عن وجهة العضو المتبرع به حتى لا تحدث أي مشاكل فيما بعد، في حين تقتصر عملية التبرع في القانون الجزائري لسنة 85 على أفراد العائلة فقط وتبقى العمليات الاخرى التي نجريها خارج دائرة العائلة عمليات خارجة عن القانون رغم أننا نجريها بتوفر كل الأطراف، حيث طالب المتحدث الدولة بضروة التعرض الى قانون التبرع والزرع في الجزائر بعمق أكبر.
الشيخ كمال بعزيز إمام مسجد بالكاليتوس: الإسلام يحث على التبرع بالأعضاء أكد الشيخ كمال بعزيز، إمام مسجد أبو بكر الرازي بالكاليتوس، أن الإسلام لا يعارض التبرع بالأعضاء، والآية الكريمة في سورة المائدة تقول: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، مشيرا إلى ان وصية الميت يجب ان تنفذ حتى وإن عارضها أهله. وأضاف المتحدث أن قول المولى "من أحياها.." بمعنى من ساهم في إنقاذ شخص فكأنما ساهم في إحياء الناس جميعا وحفظ حياتهم"، وعلمنا الخالق كيف ننقذ نفسا بنفس أخرى، "فقد خلقت حواء من ضلع آدم" وأوضح: "يوجد شخص حي وآخر على وشك الموت، فالإسلام يجيز نزع العضو من الشخص الميت وزرعه في الشخص المريض". وذكر الشيخ كمال، أن علماء الفقه حددوا ثلاثة شروط لعملية التبرع قائلا: "وتقوم عملية التبرع وفق ثلاثة شروط وهي سلامة العضو، ويذهب إلى الشخص الذي أوصى به لينتفع به المريض"، موضحا أنه في حال إذا ما أوصى الميت في حياته بالتبرع بأعضائه فإنه من واجب أهله أن ينفذوا وصيته، حيث يقول الله عز وجل: "من بعد وصية يوصي بها"، وإن خالف أهله فيجب أن يعلموا أن هذا الجسد ليس ملكا للعائلة فهو مختص به وأنه صدقة جارية، فهذا الجسد سيفنى إلا العظمة الموجودة في جنب الإنسان، وهي العظمة التي لا تفنى وينبت الجسد منها من جديد يوم نبعث.
محمد بوخرص الناطق باسم الفدرالية الوطنية لمرضى القصور الكلوي: "الدياليز" في الجزائر يعني التوقف عن الحياة والطلاق أكد محمد بوخوص، الناطق الرسمي باسم الفيدرالية الوطنية لمرضى القصور الكلوي، أن العلاج الحقيقي لشريحة مرضى القصور الكلوي يكمن في عملية الزرع، حيث تخفف عملية الزرع من المعاناة اليومية لهذه الشريحة التي أحصتها الفيدرالية ب20 ألف مريض في ظل غياب إحصائيات وزارة الصحة. وقال محمد بوخوص "الحل في الزرع، ولا يمكن أن يكون زرع إذا لم يكن هناك تبرع"، وتابع: "ثقافة التبرع غائبة في المجتمع الجزائري، خاصة التبرع من الميت إلى الحي، في حين تقتصر عمليات التبرع على أفراد العائلة الواحدة، وبين الحي والحي تجنبا للمتاجرة بهذه الأعضاء وسرقة الأطفال". ودعا المتحدث إلى ضرورة التفكير في معاناة هذه الشريحة قائلا: "هذه الشريحة تعاني ضغوطات كبيرة، بالإضافة إلى معاناتهم مع المرض والعلاج، فهم محرومون من العمل ولا أحد يرضى بتعيينهم في مناصب شغل، لأنهم يخضعون لعملية تصفية الدم ثلاث مرات في الأسبوع، ولا يأكلون ما يشتهون، وحتى الماء ليس بإمكانهم تناول جرعات زائدة عن الكمية التي يحددها الطبيب تفاديا لأية مضاعفات". وأكد المتحدث أن المرأة المصابة بمرض القصور الكلوي هي الأكثر تضررا: "بعض الرجال يرمون بزوجاتهم المريضات إلى الشارع، وقد التقينا الكثير من حالات النساء اللائي تعرضن لهذا النوع من المشاكل في المجتمع، وامرأة في ضواحي ولاية المدية رفض زوجها أن يسمح لها بالذهاب إلى المستشفى من أجل الخضوع لحصة "الدياليز" حتى توفيت بسبب ذلك". ومن جهة أخرى، سلط محمد بوخوص الضوء على معاناة سكان الجنوب من الذين يعانون من القصور الكلوي بسبب عدم توفر ولايات الجنوب على مراكز العلاج والمستشفيات قائلا: "في الصحراء، يقطع المريض مئات الكيلومترات من أجل تصفية الدم، ويضطر هؤلاء إلى مغادرة منازلهم من اجل الخضوع لعملية "الدياليز"، والإقامة عند أقاربهم من اجل الاستفادة من عملية تصفية الدم في المستشفيات".