بعد رئيس الحكومة، أحمد أويحيى، الناطق الرسمي للجهاز التنفيذي، رشيد بوكرزازة، يدعو وسائل الإعلام والصحافيين إلى عدم الوقوع في فخ الترويج للإعتداءات الإرهابية وترويع المواطنين بها. * وهي الدعوة التي لا تعني برأيهما ممارسة التعتيم ومنع الصحافة من حرية الوصول إلى مصادر الخبر، ومحاصرة حق الرأي العام في الإعلام المكفول دستوريا. * دعوة الحكومة تأتي برأي مراقبين، في سياق "تنظيم" المعلومة الأمنية و"مراقبة" الأخبار والمعلومات المتعلقة بها، بشكل يجنب "إستفادة" الإرهابيين منها، علما أن أغلب الإعتداءات الإرهابية، حسب ما سجله مراقبون، كانت تبحث عن الصدى الإعلامي والإستعراضي الهادف إلى إبراز "قوة" وهمية وصناعة أجواء الرعب. * وجاء "نداء" الحكومة، في وقت كان المدير العام للأمن الوطني، العقيد علي تونسي، قد أعلن عن "مخطط سري" لمكافحة الإرهاب وحماية الأملاك العمومية والخاصة وتأمين المواطنين خلال شهر رمضان، وهي "السرية" التي تهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام بقايا الإرهاب بما يمنعها من عدم توظيف واستغلال معلومات رسمية في تغيير وتنفيذ العمليات الإجرامية. * ويعتقد متابعون أن "الفخ" الذي وقعت فيه الصائفة المنصرمة، كلا من وكالة الأنباء الفرنسية، ووكالة رويترز، عندما ضخمت الأولى حصيلة اعتداء إرهابي، ونشرت الثانية خبر تفجير إرهابي وهمي وضحايا افتراضيين، استدعى اللجوء إلى "مراقبة" المعلومات الأمنية وتنظيمها بشكل ينفع الرأي العام ولا يضره. * وتتبنى مصالح وزارة الداخلية وكذا أجهزة الأمن، منذ مدة، أسلوب البيانات الإعلامية الرسمية، لإبلاغ وسائل الإعلام ومن خلالهم المواطنين، بمختلف العمليات الإرهابية، عن طريق نشر أرقام الضحايا وحصيلة الإعتداءات وخسائرها، وذلك قصد قطع الطريق على التأويلات والفرضيات والأرقام الخيالية والمفبركة، التي عادة ما تضاعف الترويع في نفوس السكان. * وتسجل أوساط متابعة، بأن وسائل الإعلام الأجنبية، أصبحت وكعادتها، تستند في مقالاتها وأخبارها السمعية والبصرية والمكتوبة، لمضمون كتابات الصحف الوطنية، فيما تلجأ أحيانا إلى ما يسمى ب "مصادرها الخاصة" و"مراسلوها من عين المكان"، وهو ما يستدعي برأي ملاحظين، تنظيم وتدقيق و"توحيد" مصادر الأخبار حتى يتم تجاوز إشكالية تضارب المعلومات وتضخيم الأرقام وتهويل الرأي العام. * وترى أوساط مراقبة، أن صيغة الندوات الصحفية التي تعتمدها الحكومة منذ فترة، والتي ينشطها وزير الإتصال الناطق الرسمي باسمها، نجحت إلى حدّ ما في تفادي القيل والقال ومحاربة أخبار "راديو طروطوار"، وساهم في "توحيد" المعلومات وجعل للحكومة صوتا وموقفا بعدما كانت في مراحل سابقة بلا لسان!.