حذّر عبد الرشيد بوكرزازة وزير الاتصال، أمس الأول، وسائل الإعلام من الوقوع فيما أسماه "فخ الترويج" للعمليات الإرهابية والترويع منها دون إهمال حق المواطن في الإعلام وحق الصحفي في الوصول إلى مصدر الخبر، وأضاف الوزير في سياق متصل أن حرية الصحافة بالجزائر تبقى مكفولة ومصانة ومضمونة وهي أمر غير قابل للمساس. عزيز طواهر أكد بوكرزازة وهو يجيب على أسئلة الصحفيين بالمركز الدولي لصحافة خلال لقائه الأسبوعي مع الصحافة، أن الجماعات الإرهابية تسعى إلى البحث عن الإشاعة الإعلامية نظرا لتضييق الخناق عليها، واستطرد بقوله "من خلال التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي راح ضحيتها أبرياء وجدنا بعض وسائل الإعلام، من حيث تدري أو لا تدري، أنها تروج بشكل أو آخر لهذه العمليات وتسقط في فخ الترويع"، مضيفا "ومن هذا المنطلق علينا أن نعمل جميعا لعدم الوقوع في فخ الترويج والترويع من العمليات الإرهابية مع ضمان حق المواطن في الإعلام وحق الصحفي في الوصول إلى مصدر الخبر وهي معادلة صعبة وموضوع جدل مطروح على المستوى الدولي". وبخصوص مكافحة الإرهاب أبرز وزير الاتصال أن مكافحة هذه الآفة تبقى ثابتة من ثوابت الجزائر إلى جانب المصالحة الوطنية وليس فيها تفضيل لمنطقة عن أخرى في الجزائر، باعتبار أن استراتيجية الدولة في هذا الإطار ترتكز على محاربة بقايا الإرهاب أينما وجدوا. وفيما يتعلق بتهديدات السفارة الفرنسية بالجزائر لإحدى اليوميات الوطنية، أجاب بوكرزازة بقوله "إن حرية الصحافة بالجزائر مكفولة ومصانة ومضمونة وهي أمر غير قابل للمساس"، وأضاف موضحا بأن أي تجاوز في العمل الإعلامي لا يمكن مجابهته إلا في إطار قانوني محض في وقت تملك فيه الجزائر ترسانة تشريعية تسمح بتحديد أدوات وكيفيات معالجة أي خروقات قد تحدث. وفي رده عن سؤال يتعلق بالإجراءات المتخذة مؤخرا من طرف الحكومة بخصوص الاستثمارات الأجنبية، أوضح عبد الرشيد بوكرزازة أن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية الاقتصاد الوطني، مجددا حرص الحكومة في نفس الوقت على تشجيع الاستثمار ولكن من دون المساس بالمصالح الاقتصادية للبلاد. وتابع المتحدث في هذا السياق "إذا كان الاستثمار الأجنبي على حساب الاقتصاد الوطني فهذا أمر مرفوض، وما علينا أن نعلمه هو أن المستثمرين الحقيقيين واعون كل الوعي بأن مناخ الاستثمار بالجزائر جد ملائم والدليل أننا أمضينا مع شركة أجنبية إماراتية عقدا بأكثر من 5 ملايير دولار لإنجاز مشروع دنيا بارك بالعاصمة في شطره الأول". وفي ذات السياق تأسف الوزير لكون هذا الموضوع قد أسيء فهمه وتفسيره وتعرض للتهويل من طرف بعض الوسائل الإعلامية، وأضاف أن نفس هذه المصادر أوردت معلومات خاطئة عن قيمة الدينار الجزائري أمام العملات الصعبة قبل أن يؤكد صندوق النقد الدولي مؤخرا ما جاء في تقرير محافظ البنك الجزائر بخصوص استرجاع الدينار الجزائري لتوازنه أمام العملات الأجنبية. أما فيما يتعلق بتصريحات كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الأخيرة التي أدلت بها في المغرب بشأن قضية الصحراء الغربية، فقد أكد وزير الاتصال أن مواقف الجزائر هي مواقف ثابتة ويمكن القول بأنها مؤسساتية فيما يخص بناء الصرح المغاربي، وعليه "فإن موقف الجزائر حول قضية الصحراء الغربية معروف باعتبار أنه يرتبط بالشرعية الدولية التي أقرت حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"، وخلص إلى القول "إننا متمسكون بالتصور الجزائري رغم اختلاف الرؤى بيننا وبين أشقائنا في المغرب".