كشفت مصادر "الشروق"، الثلاثاء، عن تحقيقات معمقة كان قد باشرها مفتش المقاطعة بمديرية الشؤون الدينية بتلمسان، بداية الأسبوع، بمسجد "الإمام علي" بمنطقة إمامة في تلمسان، انتهت بتوقيف الإمام تحفظيا، على خلفية تورّطه في فضيحة مدوية كان رواد هذا المسجد قد فجّروا تفاصيلها في شكوى إلى مديرية الشؤون الدينية، بعدما اكتشفوا ورشة بها 8 آلات خياطة داخل المسجد، حيث، وحسب ما كشف عنه مواطنون، في اتصال ب "الشروق"، فإنّ الإمام استغل غرفة لتعليم القرآن وحوّلها إلى ورشة لتعليم الخياطة داخل هذا المسجد الواقع بأحد الشوارع الرئيسية بإمامة بتلمسان، وهي الشكوى التي دفعت بمدير الشؤون الدينية، لفتح تحقيق معمّق وتكليف مفتش المقاطعة للتحري أكثر عن خلفيات وأسباب وجود 8 آلات خاصة بالخياطة داخل إحدى غرف المسجد المفترض تخصيصها لتعليم القرآن. وإلى حد الساعة، لا تزال تفاصيل القضية غامضة، ولم نتمكن من الحصول على تفاصيل أكثر إن كان يرتادها أشخاص يتعلمون الخياطة بمبالغ مالية أم كانت مخصصة لنشاط تجاري آخر، حيث جاء في شكوى المواطنين أن إمام المسجد، بالإضافة إلى استغلاله المسجد لتعليم الخياطة، كان أيضا يقوم بفرض مبالغ مالية على الأطفال، تتراوح ما بين 1000 و1500 دج لتعليم القرآن وتحفيظه، متهمين إيّاه بالجشع والمتاجرة ببيت الله. وقصد معرفة تفاصيل أكثر حول هذه الفضيحة، التي اتهم فيها إمام مسجد الإمام علي بإمامة، أكّد مهدي الحبيب، مدير الشؤون الدينية بتلمسان، في حديث مع "الشروق"، أن الواقعة لا تزال محلّ تحقيق من قبل مفتش المقاطعة. ومن المنتظر أن يفصل المجلس العلمي فيها بعد سماع الإمام، الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أنّه إلى حد الآن لم يتبيّن إن كانت ملكية تلك الورشة للإمام أم لأعضاء الجمعية الدينية، مؤكدا أن مصير الإمام إن ثبت تورّطه في استغلال المسجد في هذا النشاط سيتم فصله نهائيا ومعاقبته حسب ما يمليه القانون، نافيا في نفس الوقت ما تردد على لسان المواطنين، الذين اتهموا الإمام بفرض مبالغ مالية مقابل تحفيظ وتعليم القرآن.