تفاجأ عشرات مربي النحل جنوبالمدية من إخطار مصالح الفلاحة إياهم بضرورة التحرك في عجالة وتجميع كل صناديق النحل التي يملكونها في أماكن محددة وحرقها بما فيها من نحل وعسل. وقد أخبر مربو النحل أن هذه الإجراءات الوقائية جاءت للحد من مرض وبائي يعتبر من أخطر الأمراض التي تصيب النحل، ويعتبر مرض تعفن الحضنة الأمريكي مرضا خطيرا ومعديا لحضنة نحل العسل، ويعد من أخطر الأمراض التي تصيب الحضنة وتسبب أضراراً فادحة للمناحل بسبب موت الحضنة بعد أن تتغطى عيونها السداسية. والجدير بالذكر أن هذا المرض تطبق تجاهه إجراءات مشددة جداً من الحجر الزراعي دولياً العامل المسبب للمرض هو نوع من البكتيريا يسمى Bacillus Larvae ويدعي بالميكروب السبحي. وتصاب يرقات الشغالة في اليوم الأول أو الثاني من فقس البيض نتيجة تغذيتها بالعسل الملوث بالميكروب السبحي، وتعتبر فترة الحضانة لهذا الميكروب ما بين 24 و28 ساعة بعد هذه المدة ينشط الميكروب ويتكاثر في جسم اليرقة ولكن أعداده وتأثيره لا يصل إلى قتل اليرقة إلا في فترة متقدمة من حياتها وتحديداً في فترة غزل الشرنقة، وقد تطول هذه المدة حتى اليوم الثامن من عمر اليرقة وفي حالات نادرة قد يتأخر موتها إلى طور العذراء وتتمثل علامات الإصابة بالمرض في ظهور الأغطية الشمعية للعيون السداسية غائرة ومثقبة وتخرج عن الطائفة المصابة بعد فتح الغطاء الداخلي لخلية رائحة متعفنة تشبه السمك المتعفن أو رائحة الغراء، كما يتحول لون اليرقات المصابة من اللون الأبيض الناصع إلى اللون البني ثم تتحول إلى بني غامق فالأسود ثم تتحول إلى كتلة غير منتظمة ويصبح قوامها لزجاً ومطاطاً ثم تجف اليرقة وتتحول إلى قشور تلتصق بقاع العين السداسية. وللحد من انتشار هذا الوباء ركزت مديرية الفلاحة على ضرورة وقف استيراد طورد نحل مصابة ونقلها إلى قرب مناحل سليمة، ونقل أجزاء الخلية من خلية مصابة إلى طائفة سليمة، واتخاذ الاحتياطات الكفيلة بعدم وصول ميكروب المرض إلى الطوائف السليمة، وذلك باتباع الطرق العلمية الخاصة بالتربية مرفقة بإجراءات صارمة من الحجر الزراعي على حدود البلد المستورد وبين المناطق الداخلية، وعدم استعمال العسل في التغذية ويفضل استعمال المحاليل السكرية.