صنّف المعهد الوطني للصحة العمومية سرطان البروستات خامس سرطان قاتل في الجزائر، بعد سرطان الرئة والقولون "المستقيم" والمعدة وسرطان الثدي، نظرا لتأخر القيام بعملية الفحص المبكر وإهمال المتابعة الطبية بالنسبة لأغلب المرضى. وينتشر سرطان البروستات في الجزائر بشكل رهيب، حيث يعتبر السرطان الثالث الأكثر انتشارا لدى الرجال بعد سرطان الرئة وسرطان القولون "المستقيم"، حسب إحصائيات المعهد الوطني للصحة العمومية استنادا إلى السجل الوطني للسرطان. وبالنسبة للدكتور بلعيدي، رئيس الجمعية الجزائرية للأطباء المختصين في الأمراض البولية، فإن "المشاكل التي تبدأ باضطرابات بولية تنتهي بسرطان مدمر"، سيما وأنه داء لا يظهر إلا متأخرا جدا، لذا ينصح المتحدث بضرورة الخضوع للفحص ابتداء من سن الخمسين فالمرض يتطور بشكل سريع عند بلوغ الستين من العمر. وبالنسبة لإمكانية الشفاء منه، يقول بلعيدي، "سرطان البروستات لا شفاء منه ولأجل ذلك يصف الطبيب المختص علاجا هرمونيا من أجل كبح تطور المرض وتأثيراته على الجسم وليس من أجل القضاء على الورم"، وفي حالات أخرى وحتى إن كان السرطان يبدو غير سيء، فإن أمراضا متزامنة مثل السكري وضغط الدم الشرياني يجعلان الشفاء منه صعبا. من جهته البروفيسور عدّة بونجار، أكد أنّ إمكانيات التشخيص المبكر وعلاج السرطان متوفرة في بلادنا وفي جميع المؤسسات الاستشفائية الجامعية وكذا المختصون المأهلون، بالإضافة إلى العلاج المتوفر أيضا، إذن لا مبرر لتجنب المختص في الأمراض البولية من أجل معالجة وضبط مشاكل البروستات أو غيرها. للتذكير تسجّل الجزائر 2500 حالة مشخصة لسرطان البروستات مع نسبة وعي ضعيفة جدا، فالرجال لا يقومون بالفحوصات بشكل دوري وهو ما يؤخر التشخيص وبالتالي العلاج، ولاتزال الأسباب الحقيقية للمرض مجهولة، فالتغذية الغنية بالدهون يمكنها أن تكون أحد الدوافع تضاف إلى العامل الوراثي.