اهتزت قرية المعايف التابعة لبلدية وادي جر، أقصى غرب البليدة، مساء الاحد، على وقع فاجعة ألمت بأربعة من أبنائها يعملون بمشروع مد القناة الرئيسية للصرف الصحي، بمشروع إنجاز 1260 وحدة سكنية، حيث هلك واحد وأصيب ثلاثة آخرون بجروح خطيرة ولا يزالون تحت الصدمة. كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف صباحا، عندما حلت "الشروق" بالقرية التي بدا الحزن على وجوه ساكنيها بعد الحادثة الأليمة التي أودت بحياة عمي إبراهيم قويدرعياد، الذي يشهد له الجميع بتواضعه تواضع منزله القصديري الذي يأوي إليه وسبعة من أبنائه، تقول زوجته بحسرة إن منحة التقاعد الضئيلة وصعوبة الحياة دفعت زوجها السبعيني للبحث عن مصدر رزق آخر لتأمين مصاريف بناته اللواتي يدرسن بالجامعة، ويوم الواقعة عاد من عمله لتناول الغداء وعلى غير عادته طلب منها أن تحضر له القهوة لأنه سيتاجر مساء في العودة. دون أن يدري أنه آخر فنجان سيرتشفه في حياته، لتصعق بخبر أن زوجها مات بحفرة بعدما ردمه التراب . وقال شهود عيان للشروق إن الحادث وقع في حدود الساعة الثالثة والنصف لما كان عمي إبراهيم وثلاثة من زملائه يزاولون عملهم بمشروع يطل على حي المعايف وبالتحديد المنطقة المسماة "كورطو"، حيث يشتغلون على ربط الأساسات الحديدية الخاصة بمجاري الصرف الصحي، ليتفاجؤوا بانهيار جدران حفرة بعمق ستة أمتار وردومها التي غطت معظم أجسادهم بينما صرخ عمي إبراهيم الذي لم يجد وسيلة للفرار "يا مّا" وتوارى كلية عن الأنظار بعدما باغتته التربة من الخلف. وقد نجا شقيقان وزميل لهم من موت محقق، بعدما قام أحدهم برشق آلة الحفر بحجر للفت انتباه سائقها وتعالى صراخه طلبا للنجدة بينما بقي "إبراهيم" مدفونا واستغرقت مدة انتشال جثته ما يقارب الساعتين بتظافر جهود عناصر الحماية المدنية والعمال، وتبين أنه توفي اختناقا بالتراب، وحسب رواية شهود عيان للشروق، فإن الضحايا كانوا يمارسون عملهم في ظروف لا تراعي سلامة العمال.. وتطرح الحادثة تساؤلا إن كان المصابون والهالك مؤمنين ومصرحا بهم لدى مصالح الضمان الاجتماعي؟