المكان الذي لقي فيه الشبان الخمسة مصرعهم/ تصوير: بشير زمري في حادثة تقشعّر لها الأبدان والأولى من نوعها، لقي الأحد 5 شبّان حتفهم على إثر انهيار كميات معتبرة من الأتربة على أجسادهم عندما كانوا بصدد توصيل وتركيب قنوات الصرف الصحي على محور الطريق الاجتنابي ببابا علي بالعاصمة. * * الحادثة وقعت في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، حسب ما أكّده شهود عيان ل"الشروق" بعين المكان، عندما كانت الشركة الإسبانية"OHR" تباشر أشغال الحفر على محور الطريق الاجتنابي في شطره الثاني ببابا علي، وبينما كان أحد العمال يراقب وضعية قنوات الصرف الصحي المتواجدة على عمق 10 أمتار، علُق جسمه بإحدى القنوات، وبدأ في الصراخ بأعلى صوته، مستنجدا برفقائه، وعندما نزل إليه أربعة منهم لنجدته وقاموا بكسر القناة انهارت عليهم كميات كبيرة من أتربة "التيف" المختلطة بالأحجار، حيث ردمتهم، ولم تنفع معها الجرافة التي كانت تقوم بأشغال الحفر من نجدتهم ولا العمال الذين أحاطوا بعين المكان، إلى غاية تنقّل مصالح الحماية المدنية في حدود منتصف النهار رفقة مصالح الدرك الوطني وأفراد من الجيش الوطني الشعبي، حيث قاموا بانتشال جثث الضحايا من عمق الحفرة، في حالة حرجة جدا، نتيجة الكسور والجروح التي تعرض لها الضحايا. وأفاد بعض العمال أن أحد الضحايا لفظ أنفاسه الأخيرة عندما تم نقله إلى مستشفى الدويرة. * عاشت منطقة باباعلي حالة تأهب على إثر الحادثة ما أدى بالمئات منهم إلى التنقّل بعين المكان ومحاصرة الموقع، فيما شيّعت في جو مهيب جنازة أحد الضحايا المدعو"ب.ف" صاحب 25 عاما الذي لم يمض على زواجه الشهرين المقيم بحي بتروس ببابا علي، واثنين منهما يقيمان ببلدية بئر توتة، وآخر بالدويرة والخامس من ولاية الأغواط. * وعن أسباب الحادث الأليم رجّح بعضهم أن تكون الكومة الكبيرة من التراب التي تم إزاحتها لمواصلة الطريق السّيار وراء ذلك، حيث لم يتم تمديدها أو تبسيطها من أجل مواصلة أشغال الحفر، وبما أن عمق الحفرة كان كبيرا وأمام احتواء الأتربة على الرمال من أسفلها، فإن أية هزة قد تؤدي إلى انهيار الأتربة، وبين هذا وذاك باشرت مصالح الدرك الوطني في فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.