شارك في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، العشرات من أقارب وجيران العائلة المفجوعة ببلدية عمر محطة بالبويرة، في تشييع جثمان الطفلة "ليديا "، صاحبة 15 سنة، التي تعرضت إلى القتل على أيدي والدتها منتصف نهار الأربعاء الفارط بواسطة سكين بمنزلها العائلي، وسط إجماع على هول الحادثة التي هزت الولاية برمتها، في الوقت الذي تم عرض الوالدة الموقوفة على قاضي التحقيق بمحكمة الأخضرية، والذي أمر بإيداعها الحبس المؤقت وعرضها على الفحص العقلي في انتظار استكمال إجراءات التحقيق. مراسيم تشييع جثمان الطفلة ليديا، احتضنتها مقبرة القرية بأعالي عمر محطة، بعد صلاة عصر الخميس، حيث وصلت جثتها في حدود الساعة الرابعة من مستشفى الثنية ببومرداس، وأخضعت للطب الشرعي، لتشيّع إلى مثواها الأخير وسط حضور العشرات من أقارب وجيران وكذا أصدقاء العائلة من الأسرة التربوية، في جو مهيب ساده الحزن والألم لما أصاب العائلة المعروفة بطيبة أخلاقها وحسن سمعتها، حيث لا تزال الصدمة تسكن الكثيرين إلى درجة عدم تصديق ما حدث وكأنه كابوس موحش، وهو ما أجمع عليه كل من حضر الجنازة حتى زملاء الضحية بالثانوية التي بقيت أبوابها مغلقة طيلة نهار الخميس، بعد أن قام القائمون عليها بتسريح التلاميذ صباحا وتوقيف الدراسة تضامنا مع التلميذة المتفوقة وما أصاب عائلتها بفقدانها بتلك الطريقة، حيث أكدوا جميعهم على السمعة الطيبة للعائلة التي تشتت في لحظة لم تكن متوقعة . علمنا أن الشقيقة الكبرى للضحية قد تم إعادتها إلى المنزل العائلي بعد توجهها نحو وجهة لم تكن معلومة بفعل الصدمة التي أصابتها من هول منظر شقيقتها ليديا التي وجدتها غارقة في دمائها في سرير غرفة النوم، أما "عمي علي" والد الضحية فهو بدوره لا يزال تحت الصدمة بالرغم من مؤازرة العشرات من أصدقائه بمديرية التربية التي يعمل فيها له ومحاولتهم التخفيف عنه، هذا في الوقت الذي أشار مصدر قضائي إلى أن الوالدة الموقوفة قد تم عرضها في مثول أولي على قاضي التحقيق بمحكمة الأخضرية صباح الخميس، حيث خضعت لتحقيق مطول قبل أن يأمر الأخير بإيداعها الحبس المؤقت مع إخضاعها للفحص العقلي، في انتظار مواصلة إجراءات التحقيق في القضية التي هزت الشارع البويري وتركت ردود فعل متباينة . أما عن أسباب الحادثة فهي لا تزال غامضة لحد الساعة ولم تتسرب أي معلومات عنها رغم من الإشاعات الكثيرة المنتشرة بالشارع التي لم يصدقها الكثيرون، في حين أشارت بعض المصادر إلى احتمال معاناة الوالدة من اضطرابات نفسية وعدم التحكم في تصرفاتها بفعل نرفزتها الشديدة مثلما حدثنا أحد الجيران الذي أضاف بأنها كانت تخضع لحصص رقية في الفترة الأخيرة، وهو الاحتمال الذي زاد من قوته كلام أحد الشباب الذي ظهر في فيديو قام ببثه عبر الأنترنت مقدما نفسه بأنه جار للعائلة منذ 15 سنة، مفاده أن الأم كانت تعاني من آثار مس للجن، وقد يكون هذا سببا في دفعها إلى ارتكاب فعلتها دون وعي أو إدراك، نافيا كل الشائعات المتداولة في الشارع عن شرف وأخلاق العائلة برمتها ومستنكرا الخوض فيها.