ووري جثمان الطفلة المقتولة سندس فسوم (6 سنوات)، أمس، بمقبرة بابا احسن في العاصمة، وسط حضور لافت، يتقدمه أفراد عائلة الضحية وأقاربهم القادمون من عين بوسيف في المدية، في الوقت الذي يترقب الجميع نتائج التحقيق الأمني لمعرفة أسباب قتل الطفلة خنقا، من طرف زوجة عمها. كانت الساعة تشير إلى الواحدة و50 دقيقة، عندما وصل الموكب الجنائزي إلى مقبرة بابا احسن، التي سبقهم إليها عدد من الأقارب والمتعاطفين مع الطفلة الضحية التي هزت قصتها كل أرجاء الوطن. لم يكن عم الطفلة سندس يهتم حينها إلا بإخراج الصحفيين والمصورين من المقبرة التي خيّمت عليها أجواء من الحزن والخوف والرياح تهزّ أغصان أشجار الصنوبر التي تعجّ بها. سار الموكب الجنائزي وهو يحمل نعش الطفلة البريئة التي ظلت صورتها تلازم فكر كل المشيّعين في المقبرة، ومع الوصول إلى مكان دفنها تحت شجرة صنوبر، أسرع المشيعون في المراسم، وانسحب عمها عبد الرزاق فسوم وباقي أفراد العائلة وهم يذرفون الدموع، والجميع يواسيهم في المصاب الجلل، ورفضوا الإدلاء بأي تصريح بسبب الصدمة. ''الخبر'' اقتربت من بعض أقارب العائلة القادمين من عين بوسيف في المدية، حيث قال السيد محمد ''إنها مصيبة فعلا.. الله يستر''. وأشار العم صالح ''ليس سهلا علينا أن نصدّق ما حدث وحل بعائلة فسوم، والكل ينتظر نتائج التحقيق بلهفة وحرقة شديدين''. وكانت مصالح الدرك الوطني انتشرت في محيط مسجد ''كرتالة''، حيث صلى عليها الجميع صلاة الجنازة وكذا بمقبرة بابا احسن، من أجل تسهيل حركة المرور، وفعلت نفس الشيء في المقبرة نفسها التي احتضن ترابها، لآخر مرة، الطفلة البريئة التي كانت تحب اللعب كثيرا في التراب في حوش قاسم بالدرارية، قبل أن تختطفها أيادي الموت بين جدران منزلها العائلي.