عالج نهاية الأسبوع الماضي قاضي التحقيق لدى محكمة الصديقية بوهران واحدة من أخطر وأغرب قضايا النصب والاحتيال عن طريق انتحال صفة الغير بطلها شاب بطال يبلغ من العمر 32 سنة حائز على شهادة الليسانس في أحد التخصصات الجامعية انتحل صفة والي ولاية وهران الطاهر سكران شخصيا * أمر قاضي التحقيق لدى ذات المحكمة، بإيداع الوالي المزيف الحبس الاحتياطي إلى حين محاكمته؛ بتهمة انتحال صفة إطار سام في الدولة والنصب والاحتيال. هذا وقد تكتمت الأجهزة الأمنية والقضائية عن ذكر أي معلومة حول تفاصيل هذه القضية الفريدة من نوعها في عالم النصب والاحتيال، خاصة وأن المنتحل صفته هو والي الولاية، لكن الشروق اليومي استطاعت بفضل مصادرها أن تحصل على بعض المعلومات عن حيثياتها، حيث أسرت ذات المصادر، بأن المتهم المذكور، أوقع ب8 شركات بعاصمة غرب البلاد، منذ مدة، إذ أوهم بعض المسؤولين بها، بأنه والي الولاية شخصيا الطاهر سكران، وجاء يعاين نشاط شركاتهم، وسيقدم لهم تسهيلات تمكنهم من تسريع وتيرة المشاريع التي أطلقوها، لكن الغريب في أمر هؤلاء المسؤولين، أنهم صدّقوا فعلا بأن الشخص الماثل أمامهم هو والي الولاية شخصيا؛ نظرا لأناقته وذكائه الثاقب، وكذا وجه الشبه الذي يجمعه بالوالي الحقيقي، ناهيك عن مستواه العلمي الرفيع الذي جعله ملما بجميع القطاعات التي يشرف عليها رئيس الجهاز التنفيذي بالولاية، وما زاد في اقتناع ضحايا هذا المحتال الذي هو على درجة كبيرة من الاحترافية، أنه هيأ جميع الظروف التي تدل على أنه فعلا والي الولاية؛ من خلال السيارة التي كانت تقله وبعض الإجراءات الأمنية المفتعلة التي كان يموه بها. * هذا ولم تذكر مصادرنا الطريقة التي أوقعت بها مصالح الأمن بالوالي المزيف، لكن ذكرت بأن المتهم صرّح عند سماعه الأول في محضر الضبطية القضائية، أنه طرق جميع الأبواب بحثا عن عمل شريف، لكن قوبلت طلباته بالرفض، وأمام العوز واشتداد الفاقة اللذين كانت تتخبط فيهما عائلته، قرّر انتحال صفة الوالي، ونيته الإيقاع بمسؤولين كبار بالولاية؛ للحصول من عندهم على أموال طائلة؛ نظير خدمات وهمية. وينبغي الإشارة، إلى أن مصالح الأمن بعاصمة غرب البلاد عالجت كثيرا من قضايا النصب والاحتيال أبطالها أشخاص من مختلف الأعمار وينحدرون من ولايات القطر الوطني، كبدوا بعض الشركات بولاية وهران خسائر بالملايير ؛ بتزويرهم لوثائق الهوية وانتحال صفة إطارات سامية في الدولة.