استفاد من فحص بالسكانير.. مقابل تقرير إيجابي أوقفت مصالح أمن ولاية تلمسان أول أمس، شخصا في الثلاثين من عمره ينحدر من منطقة آفلو بولاية الأغواط، انتحل صفة صهر عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الذي ينحدر من نفس المنطقة، وتنقل إلى ولاية تلمسان مرفوقا ببطاقة مهنية مزورة تشير إلى وظيفته ك"مستشار" لدى رئيس الجمهورية ومكلف بإجراء تفتيش على مستوى بعض المديريات والمصالح للوقوف على صحة الاتهامات التي وردت في تقارير ورسائل مجهولة تم إرسالها إلى رئيس الجمهورية. واستقر "موفد بوتفليقة" قبل أيام من حلول عيد الفطر أواخر شهر رمضان في فندق الزيانيين الذي يقع وسط مدينة تلمسان ويصنف ضمن أفخم فنادق الولاية، وباشر "عمله" بالتحقيق على مستوى مديرية السكن والتجهيزات العمومية بولاية تلمسان التي تم تحرير تقارير مجهولة بشأن تسييرها، وعاين أيضا المركز الاستشفائي المتخصص في الأمومة وحماية الطفل الذي أشرف على تدشينه رئيس الجمهورية، كما تنقل إلى مديرية الصحة على خلفية تسجيل 13 حالة تيفوئيد مؤكدة على مستوى الولاية قبل عدة أسابيع. وحظي "موفد بوتفليقة" باستقبال حار من طرف مسؤولين بذات المصالح على أمل تحرير تقارير ايجابية لصالحهم، وهو ما استغله المحتال لطلب خدمات من مدير مستشفى تلمسان لإجراء أشعة بواسطة جهاز "سكانير" لأحد أقاربه وهو ما كان له، كما كان يسعى لدى مدير السكن للحصول على رخصة بناء لأحد معارفه مقابل تقارير إيجابية. وتفيد المعلومات المتوفرة لدى "النهار"، أن المحتال من مواليد عام 1982 ينحدر من آفلو، وكان محل أمر بالقبض في قضية احتيال وانتحال صفة ولم يكن يثير الشكوك حيث كان أنيقا ويرتدي بدلة، وتم اكتشاف أمره من طرف والي ولاية تلمسان الذي قام بالتحقق من هويته بعد علمه بوجوده لدى مصالح رئاسة الجمهورية التي فندت إيفاد أي مستشار إلى الولاية ولا يقرب أبدا إلى عائلة وزير الدولة عبد العزيز بلخادم، حيث أبلغ مصلحة الشرطة القضائية لأمن ولاية تلمسان التي قام أفرادها بنصب كمين له في مكتب مدير السكن الذي قام بالاتصال به بطلب من المحققين قبل توقيفه متلبسا. وتقول بعض المصادر، أن مدير السكن دعاه على فطور رمضاني في بيته، وأنه يكون قد جمع أموالا لتسوية ملفات عالقة والتوسط لدى رئيس الجمهورية، وتذهب التحقيقات في هذا الاتجاه مع بعض الضحايا حيث تجري في سرية، واتصلت "النهار" أمس بخلية الإعلام بأمن ولاية تلمسان من أجل أكثر تفاصيل لكن الإجابة كانت "أن اليوم سبت والمصلحة في عطلة" وكذلك مصلحة الشرطة القضائية. وانتشرت ظاهرة انتحال صفة ووظيفة في السنوات الثلاث الأخيرة أغلبها حالات انتحال صفة ضباط سامين في الجيش للنصب على مواطنين يبحثون عن النفوذ والوساطة لتسوية مشاكلهم، حيث كانت "النهار" قد أشارت في عدد سابق إلى انتحال تاجر حديد صفة جنرال في الجيش يجري التحقيق في قضيته على مستوى محكمة سيدي امحمد بالعاصمةوأشار تقرير أمني أعدته خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني إلى انتشار الظاهرة في المدن الكبرى بالعاصمة وعنابة وسطيف، حيث عالجت وحداتها خلال 6 أشهر من العام الجاري 50 قضية ومست كل الفئات حيث تتراوح أعمار المتورطين وعددهم 30 موقوفا بين 18 و50 عاما، وقد تكون أغرب قضية تلك التي عالجتها مصالح المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية معسكر مؤخرا تتعلق بتقدم شاب بطال إلى مقر المجموعة وانتحل صفة ضابط في جهاز الدرك لاسترجاع رخصة سياقة أحد أقاربه تم سحبها من طرف أفراد الدرك، حيث تم توقيفه وبعد تحويله على العدالة، تم إيداعه الحبس