يشتكي تلاميذ مقبلون على اجتياز امتحان بكالوريا دورة 2016 من اعتراض الأخطاء الواردة في شهادات ميلادهم المستخرجة من مصالح الحالة المدنية لبلدية وهران، طريقهم لاستصدار بطاقات التعريف البيومترية التي أضحت شرطا أساسيا لدخول المترشح قاعة الإجراء وتسليمه مواضيع الامتحانات فيها، منهم حالات تأخرت عن تدارك تلك الأخطاء بسبب تكررها مع أكثر من جيل في شجرة العائلة، وترقبهم الإفراج عن أحكام قضائية لتصحيحها قد يتجاوز الفصل فيها، الأجل المحدد لانتهاء العملية، أواخر الشهر الجاري، وربما قد يتعدى فترة إجراء اختبارات البكالوريا بحد ذاتها. هذا الوضع الذي أخذ يثقل عاتق العديد من أولياء مترشحين للبكالوريا في وهران بسبب إجبارهم على التردد في مشاوير ذهاب وإياب عقيمة بين المصلحة المركزية للحالة المدينة الكائنة بحي المدينة الجديدة ومحكمة يغموراسن طمعا في تسريع وتيرة إجراءات التسوية، يراه البعض بالنظر إلى خصوصية حالاتهم أنه وليد فوضى إدارية كانت سائدة تحديدا قبل حلول مرحلة رقمنة سجلات الحالة المدنية، إلى جانب تأكيدهم على عدم مهنية ولا كفاءة بعض أعوان شبابيك المصالح البلدية، محملين إياهم مسؤولية ارتكاب العديد من الأخطاء المطبعية التي تحولت مع مرور الزمن إلى معلومات راسخة ومعترف بها بخصوص ما يتعلق بهوية الفرد. وفي بعض الأحيان لا يتم الاعتداد بالمعطيات الحقيقية والأصلية حتى مع الاستبيان بوثائق رسمية أخرى تثبت صحتها وتعري الخطأ الذي ركب عليها، على غرار حالة والدة مترشحة من بلدية وهران، تؤكد على مواجهتها سدا منيعا من عراقيل الأخطاء الإدارية التي جعلت في إحداها من جنس ابنتها ذكرا رغم أنه مدون على دفترها العائلي أنها أنثى، مضيفة أنها طرقت العديد من الأبواب من أجل تصحيح خطإ مطبعي كهذا إلا أن ملفها أحيل على القضاء من أجل الفصل فيه.. وهي لا تزال تتخبط في نفس المشكل بسبب تأخر صدور حكم يحدد إداريا جنس ابنتها التي تخشى عليها من فرط الضغط والإرهاق. ويستنكر آخرون إطلاق عملية استصدار بطاقات التعريف البيومترية لصالح مترشحي البكالوريا قبل نحو ثلاثة أشهر فقط من حلول موعد هذا الامتحان المصيري، وجعلها ملزمة التقديم خلاله، وهذا في وجود عينات كثيرة تعاني لشهور، وقد تصل إلى أكثر من سنتين من مشاكل تصحيح وثائق الحالة المدنية على مستوى المحاكم، بسبب تعقدها وتوغلها في أعماق شجرة العائلة، لاسيما إذا عوينت اختلافات في كتابة كنية أجيال سالفة من الأجداد، مطالبين الجهات الوصية بإيجاد حلول سريعة لهذا الهاجس الذي لم يكن يخطر على بالهم قبل هذا العام.