خرج اليوم الدراسي الذي أشرف على تنظيمه المكتب الولائي للنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "سناباست" بالوادي، تحت شعار "لا منطق للرسوب" بجملة من التوصيات، بعد تشخيص أسباب تدني المستوى التعليمي. وتمخضت التوصيات عن ثلاث ورشات، شارك فيها حوالي 34 إطارا تربويا من مفتشين في التربية الوطنية، وأساتذة مكونين ومدراء ثانويات، من داخل الولاية، وآخرين من ولاية تيزي وزو، لعرض تجربتهم على خلفية تصدر هذه الأخيرة للمراتب الأولى في نسبة النجاح منذ سنوات. وأجمع المشاركون في اليوم الدراسي، على تلخيص أسباب تدنى المستوى التعليمي بولاية الوادي التي تذيلت ترتيب الولايات، من حيث نسبة النجاح كما وكيفا، في ثلاثة محاور، أولها أسباب تتعلق بالتلميذ، وأخرى تتعلق بالأستاذ وأخيرا أسباب تتعلق بالوسط المدرسي والاجتماعي. ومن أهم أسباب تدني نسبة النجاح في البكالوريا، والتي لها علاقة بالتلميذ، ذكر المجتمعون قرابة 34 سببا، أهمها تراجع سقف الطموح لدى التلميذ، ووجود بدائل عن النجاح، المتمثلة في تعدد فرص العمل في مجال التجارة أو الفلاحة، والتقصير في التكوين القاعدي، وهشاشة مقاييس الانتقال والنجاح من سنة إلى أخرى، مع العزوف عن الاهتمام باللغات، وانسياقهم بشكل مفرط وغير محسوب وراء دروس الدعم، وغيرها من الأسباب التي جاءت في التوصيات التي تحوز الشروق على نسخة منها. أما العوامل التي أدت إلى ضعف النتائج، ولها صلة بالأستاذ، فقد ذكر المُجتمعون، أن ضعف بعض الأساتذة من ناحية التكوين البيداغوجي والمعرفي والعلمي، وانخفاض مستوى التنسيق بين الأساتذة الجدد والأساتذة المكونين، وغياب المرونة، والاستبداد وعدم تفهم الأستاذ للتلميذ، وعدم الانضباط، وكثرة التأخرات والغيابات لدى بعض الأساتذة، وعدم قبول أفكار التلاميذ الجديدة، وغياب الحوار بين الأستاذ والتلاميذ، وغياب المعالجة البيداغوجية من طرف الأستاذ، وضعف التجاوب النفسي والتربوي مع التلميذ أدت كل هذه النقاط إلى ضعف النتائج، وتدني نسبة النجاح بولاية الوادي، دون أن تهمل التوصيات ذكر ما يعانيه الأساتذة داخل قاعات الدراسة، مثل نقص الوسائل البيداغوجية التعليمية، وضعف التواصل بين الإدارة والأساتذة، واكتظاظ بعض الأقسام مما يساهم في صعوبة تنفيذ مهمة الأستاذ على الوجه المطلوب، وسياسة سد الفراغ والحلول الترقيعية، وإسناد تدريس بعض المواد لأساتذة غير متخصصين. أما الورشة الثالثة التي سلطت الضوء على أسباب تدني المستوى الدراسي وضعف النتائج، وأرجعته لعوامل ذات صلة بالمحيط الاجتماعي والمدرسة، حيث تم تلخيص هذه الورشة، على إعادة تفعيل 4 مؤسسات فاعلة في المجتمع، وهي المدرسة، المسجد، البيت، والمرافق الاجتماعية من دور شباب ونوادي رياضية وترفيهية وكشافة وغيرها، إذ أن انخفاض مستوى فاعلية هذه المؤسسات، سيؤدي حتما إلى تراجع النتائج الدراسية. وفي نهاية كل ورشة، قدم المُجتمعون جملة من الحلول المقترحة، لتدارك المستوى الدراسي المتدني الذي تتخبط فيه ولاية الوادي منذ سنوات، وإخراجها من بئر ضعف نتائج النجاح كما وكيفا.