يشير تذكير وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، بموقف الجزائر الرامي إلى تسوية سياسية للأزمة في ليبيا، إلى رسالة ضمنية وجهتها الجزائر إلى القاهرة لدعم هذا المسعى أو على الأقل رد الجميل بعد عدم اعتراض الجزائر على المرشح المصري أحمد أبو الغيط الفائر بمنصب الأمين العام للجامعة العربية. وانتخب وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ بالقاهرة، الخميس، وزير الخارجية المصري السابق، أحمد أبو الغيط أمينا عاما لجامعة الدول العربية خلفا للأمين الحالي نبيل العربي الذي تنتهي ولايته أول جوان المقبل . وكان وزراء الخارجية قد أرجأوا في وقت سابق اليوم عملية التصويت على أبي الغيط أمينا عاما للجامعة العربية بعد اعتراض قطر على ترشيح مصر لوزير خارجيتها في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك لتولي المنصب. وشغل أبو الغيط "74 عاما" منصب وزير الخارجية خلال السنوات السبعة الأخيرة في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، قبل أن يقيل من منصبه بعد أسابيع من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك عام 2011. ومنذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945 شغل مصريون منصب الأمين العام باستثناء التونسى الشاذلى القليبى الذي شغل المنصب عام 1979 بعد نقل مقر الجامعة إلى تونس احتجاجا على اتفاقات كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل. وفي عام 1999 عادت الجامعة العربية إلى القاهرة. ورغم "الكولسة" والمساومات التي سبقت جلسة التصويت وما قبلها من أيام من قبل بعض الدول العربية التي تريد تحقيق مصالح معينة، إلا أن الدبلوماسية الجزائرية قابلت الموضوع بهدوء تام وكأنها حسمت مسبقا مسألة دعم مرشح مصر لمنصب أمين عام المنظمة وهو ما تم فعلا حين أعلنت رسميا يوم الأربعاء الماضي دعمها المصري أحمد أبو الغيط لرئاسة "الأمانة العربية". وكانت القاهرة، قد أعلنت الأربعاء، أن الجزائر وليبيا صرحتا بتأييدهما لدعم ترشيح وزير خارجية مصر الأسبق أحمد أبو الغيط لمنصب أمين عام الجامعة العربية، عشية اختيار من يشغل المنصب اليوم الخميس بالعاصمة المصرية. وقالت الخارجية المصرية، في بيان، "إن عبد القادر مساهل، أخطر سامح شكري وزير الخارجية المصرية، بدعم الجزائر رسمياً ترشيح أحمد أبو الغيط أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية". وكان مصدر مصري، قد أكد لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، في وقت سابق أن مرشح مصر لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وزير الخارجية الأسبق، أحمد أبو الغيط، يحظى بتأييد من الدول العربية، ومن ضمنها قطر، على الرغم من الخلافات مع مصر. وأشار المصدر إلى أن الجزائر لم تبد أي اعتراض على المرشح المصري، كما لم تطرح فكرة تدويل المنصب على غرار المرحلة السابقة، بينما أيدت البحرين والإمارات وسلطنة عُمان، والكويت، والسعودية، وليبيا، تونس، موريتانيا، العراق، الصومال، اليمن، وفلسطين، تولى أبو الغيط المنصب.