قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، الجمعة، إن وزير مالية تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وقياديين آخرين قتلوا، على الأرجح هذا الأسبوع، في هجوم كبير استهدف أنشطة التنظيم المالية في أحدث ضربة ضمن سلسلة من الانتكاسات التي مني بها التنظيم المتشدد. وقال كارتر في إفادة صحفية في البنتاغون إن الولاياتالمتحدة قتلت حجي إيمان، وهو شخصية بارزة بتنظيم الدولة الإسلامية مسؤول عن إدارة الشؤون المالية، بالإضافة إلى قيادي يدعى أبو سارة، وصفه وزير الدفاع الأمريكي بأنه المسؤول عن دفع رواتب المقاتلين في شمال العراق. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، في نفس المؤتمر الصحفي، إن عمليات الاستهداف تعكس دفعة جديدة "لا تقبل الجدل" في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال مسؤولون لرويترز إن قوات أمريكية خاصة نفذت الغارة ضد حجي إيمان. وقال أحد المسؤولين إن الخطة الأصلية كانت تقضي بالقبض عليه وليس قتله. لكن هليكوبتر تابعة للقوات الخاصة تعرضت لإطلاق نار من الأرض فاتخذ قرار بإطلاق النار من الجو. ويندر أن يعمل جنود التحالف في مناطق تسيطر عليها الدولة الإسلامية بالعراق حيث لا توجد قوات صديقة للمساعدة إذا واجه الأمريكيون أي مشاكل. وتوقع دانفورد زيادة العدد الراهن للقوات الأمريكية في العراق عن مستواها الحالي الذي يبلغ 3800 جندي وتعزيز إمكانيات القوات العراقية بغية شن عملية عسكرية واسعة على تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل مشيرا إلى أن هذه القرارات لم تبلغ بعد مرحلة التنفيذ. وقال كارتر "نعمل بشكل منهجي للقضاء على أعضاء حكومة تنظيم الدولة الإسلامية". وذكرت تقارير إعلامية أن حجي إيمان الذي كان يعرف أيضا باسم عبد الرحمن القادولي وغيرها من الأسماء الحركية قتل في غارة أمريكية في سوريا لكن مسؤولي البنتاجون رفضوا الافصاح عن كيفية تنفيذ العملية. تأتي هذه الغارة وسط تزايد الضغط على تنظيم الدولة الإسلامية التي تخسر باستمرار أراض في العراقوسوريا لصالح القوات التي تدعمها الولاياتالمتحدة. وأشار كارتر إلى أن قتل حجي إيمان سيعيق قدرة التنظيم على التحرك داخل وخارج العراقوسوريا لكنه اعترف بأن هذه الخطوة وحدها ليست كافية لشله. وأضاف "هؤلاء القادة موجودون منذ فترة طويلة. هم شخصيات بارزة وذات خبرة وبالتالي فإن التخلص منهم يعد هدفا مهما يحقق نتائج مهمة. لكن سيتم استبدالهم وسنستمر في تعقب قياداتهم وجوانب أخرى من قدراتهم." وقال بروس ريدل وهو محلل سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وخبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز أبحاث بروكينجز "إنها ضربة كبرى لتنظيم الدولة الإسلامية... كان شخصية هامة قبل نحو عشر سنوات في فترة أبو مصعب الزرقاوي وساهم في إنشاء ما بات يعرف اليوم بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام." ولم يوضح كارتر كيف تمكنت الولاياتالمتحدة بنجاح من استهداف قياديين بالدولة الإسلامية مثل حجي إيمان والشيشاني. لكن هشام الهاشمي وهو مستشار للحكومة العراقية بشأن الدولة الإسلامية قال إن النجاحات العسكرية التي تحققت في الآونة الأخيرة ربما تعود للمكافآت التي أعلنت مقابل الإدلاء بمعلومات عن قيادات التنظيم. ويظهر موقع وزارة الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة عرضت سبعة ملايين دولار نظير معلومات عن حجي إيمان. وأشار دانفورد إلى أن الجيش الأمريكي زاد بشكل ملحوظ وتيرة تبادل معلومات المخابرات مع الجيوش الأوروبية في الأشهر الأخيرة مع سعي السلطات إلى كبح تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورياوالعراق. وذكر دانفورد أن مقاتلين أجانب من أكثر من 100 دولة يقاتلون الآن في سورياوالعراق مشيرا الى أن التقديرات الإجمالية لعددهم تتخطى 30 ألفا. وشدّد دانفورد على الحاجة لمزيد من التعاون بين جميع هذه الدول لتجنب هجمات مماثلة لتلك التي وقعت في بروكسل.