أفاد مسؤولون أمنيون من المخابرات الأمريكية، أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي زوّد الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق بمقاتلين للرد على الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة ضد معاقل الجهاديين في العراق. ولم تخف المخابرات الأمريكية خشيتها من توجيه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، بقيادة عبد المالك دروكدال، بمعية تنظيم “داعش”، ضربات عسكرية داخل تراب الولايات المتحدّة. نشرت الصحيفة الأمريكية “واشنطن بوست”، أمس، تفاصيل عن تحالف تنظيمات القاعدة في المغرب الإسلامي ومالي والعراق وسوريا واليمن، على لسان مسؤولين أمنيين في الهيئات الأمريكية للجوسسة، حيث أورد هؤلاء أنّهم “بدأوا منذ فترة في ملاحظة التحاق مقاتلين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي واليمن بالتنظيم الإسلامي في العراق وسوريا، التي بدأت الإدارة الأمريكية في استهداف معاقل الجهاديين بضربات جوّية. وقال خبراء أمنيون يشتغلون في مجال مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية، إن “التحاق مقاتلين بتنظيم الدولة الإسلامية يعد بمثابة مؤشر مقلق ودعوة مباشرة إلى توسيع تنظيم القاعدة تحت تسمية “الدولة الإسلامية”، التي بدأت في نشر قوات عسكرية تابعة لها في منطقة الشرق الأوسط، ويمكنها (القاعدة) أن تشكّل من الآن فصاعدا، صراعا مباشرا مع الولايات المتحدة الأمريكية”. وذكر مسؤول من المخابرات الأمريكية، رفض الإفصاح عن هويته، للصحيفة، أن “الانشقاقات التي عرفها تنظيم الدولة الإسلامية لن يؤثر عليها، وستواصل في تحقيق الانتصارات، لاسيما مع استمرار تدفق المقاتلين من القاعدة في المغرب الإسلامي، وسيساهم في تقوية التنظيم الذي أضحى يشكّل خطرا كبيرا يهدّد بلدان الشرق الأوسط”. وربط المسؤولون الأمنيون الأمريكيون الظهور السريع والواسع لتنظيم “الدولة الإسلامية” بعوامل بسيكولوجية وتكتيكية، وأشاروا إلى أن “نواة المقاتلين في صفوفها وكذا صفوف تنظيم القاعدة، تحسّن بكثير، وأثبت ذلك مثلا لدى مواجهة قوات بشار الأسد في سوريا والولايات المتحدة عند احتلالها العراق، فضلا عن استعمال التنظيم قاذفات متطورة وأموال فديات الاختطافات التي كانت تنفذها القاعدة”. وتستند المخابرات الأمريكية في مخاوفها من استهدافها بهجمات، إلى تصريح القيادي في تنظيم القاعدة المدعو أو العينة الخرساني، المنشور على الموقع الالكتروني “سيت/المجموعة الذكية” الصادر باللغة الانجليزية، قال فيه: إن “المجاهدين مطالبون بالبحث عن كيفية تنفيذ هجمات مضادة في الولايات المتحدة من أجل تأديب الأمريكان وجنودها المجرمين”. وأحصى جهاز المخابرات الأمريكي، وفقا للمصدر “وجود أكثر من 10 آلاف مقاتل في تنظيم الدولة الإسلامية، التحق جزء منهم من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ويتواجد منهم ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف مقاتل في اليمن وسوريا”. وقال مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، جامس كلابر، إن “تنظيم الدولة الإسلامية له نية في ضرب الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع تنظيم القاعدة”، فيما أفاد مسؤولون أمريكيون بأن “حوالي 10 أمريكيا سافروا إلى سوريا وعادوا إلى الولايات المتحدة، من بينهم منير محمد أبو صلحة، ليلتحق مجدّدا بسوريا وينفذ هجوما انتحاريا”، وأشار هؤلاء إلى “أن 12 أمريكيا لهم علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”. من جهته، أوضح دانيال بانجمين، الأستاذ والباحث في جامعة دورتموند، الذي كان يشغل منصبا حسّاسا في قطاع مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية، أوضح بأن “قدرة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ومالي واليمن، وكذا الدولة الإسلامية، خارقة للعادة، وأثبتوا منذ سنوات أنه باستطاعتهم تنفيذ هجمات بكل سهولة”. وتأتي هذه المعلومات التي كشفتها المخابرات الأمريكية عن العلاقة بين تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وتنظيم الدولة الإسلامية، مخالفا لما أعلن عنه عبد المالك درودكال عبر بيان له بتاريخ 14 جويلية الماضي، من خلال “رفضه الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في أجزاء من العراق وسوريا، وجدّد جناح القاعدة في شمال إفريقيا مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري”. وبرّر تنظيم درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود، آنذلك، عدم اعترافه بدولة “الخلافة” في سوريا والعراق، نظرا لأن تنظيم “داعش” لم يتشاور مع القيادات الجهادية.