أقدم عمال شركة البناء "الجنوب الشرقي" بإيليزي، الثلاثاء، على غلق مقر الشركة بالسلاسل والأقفال، وذلك بسبب مشكلة الأجور، بحيث لم يتلقوا أجورهم منذ أزيد من أربعة أشهر، وهو ما وصفوه بغير المقبول تماما، مما دفعهم إلى هذا الفعل، وذلك بعد استنفاذ كافة السبل على حد قولهم، مطالبين بحضور المدير العام لحل مشاكلهم العالقة، على رأسها مشكلة الأجور. وأكد عمال الشركة المعتصمون، الذين التقتهم "الشروق" أمام مقر المؤسسة، بأن مطلبهم الأساسي يتمثل في دفع أجورهم كاملة، والتي تخص أربعة أشهر، مؤكدين بأنهم لن يزيلوا السلاسل والأقفال عن الباب، حتى يأتي المدير العام للشركة من ورقلة، ويفصل في هذه المشكلة، وأضاف عدد منهم بأنهم قد سئموا الوعود الكاذبة من المسؤولين، بحيث كانوا يعدونهم مرات عديدة، عند قيامهم بالاحتجاجات والإضرابات، بأنه سيتم تسوية وضعية الأجور، لكنها بقيت مجرد وعود فقط، وآخر مرة كانت لدى قدوم مدير الموارد البشرية قبل أكثر من شهر، والذي وعدهم بصب أجرة شهر جانفي، وهو ما حدث فعلا، لكن وعوده بتسوية وضعية الأجور خلال 15 يوما، مثلما أكده بعض العمال للشروق، لم تتجسد على أرض الواقع، إذ من غير المعقول أن يبقى عمال دون تلقي أجور أربعة أشهر، خاصة وأنهم أرباب عائلات وأكدوا بأنهم ماكثون أمام مقر الشركة إلى غاية حل مشاكلهم. وتعتبر الأجور أكبر مشكلة يعاني منها العمال، بحيث هناك مشاكل أخرى مثل توفير النقل ولباس العمل، والإطعام وغيرها، كلها مكتوبة في بنود الاتفاقية على حد قولهم، لكنها لا تطبق على أرض الواقع. ويعود تعفن مشكلة تأخر الأجور، إلى المشاكل المالية الخانقة التي تعاني منها المؤسسة، والتي أدت إلى تغيير المدير العام الجهوي بورقلة، وكذا مدير المشاريع بولاية إيليزي، لكن هذه الحركة لم تنه الأزمة المالية. المديرية العامة للشركة بولاية ورقلة أخطرت العمال، وحسب وثيقة الإعلان التي تحوز "الشروق" على نسخة منها، بأنها تعمل جاهدة لتحسين الوضع، ودراسة جميع النقائص، مهددة باتخاذ الإجراءات القانونية، ضد جميع العمال الذين يرتكبون أفعال غير شرعية، ومخالفة للنظام الداخلي للمؤسسة، مطالبة بالحد من التصرفات اللاعقلانية والاحتجاجات. من جهته أكد مدير المشاريع بولاية إيليزي للشروق اليومي، بأنه كانت هناك اتصالات مع المديرية العامة بورقلة لحل هذا المشكل، بحيث كان سيحل المدير العام بإيليزي خلال أيام فقط، لكن إقدام العمال على غلق باب الشركة بالسلاسل، يوقف أي تسوية لهذه المشاكل، وعليه فلا يمكن فعل أي شيء في الوقت الحالي.