تمنح جامعة القاهرة، الاثنين، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز دكتوراه فخرية تقديراً لدوره البارز في "مساندته مصر وشعبها"، وذلك في ختام زيارة إلى مصر استمرت خمسة أيام وشهدت الإعلان عن اتفاقات استثمارات سعودية كبيرة لدعم الاقتصاد المصري. وقال جابر جاد نصار، رئيس أعرق وأكبر الجامعات المصرية، في بيان أن القرار جاء "لمساندته مصر وشعبها ودوره البارز في دعم جامعة القاهرة". وكان الملك سلمان أطلق مشروع بتمويل سعودي لتطوير مستشفى القصر العيني، أحد أكبر المراكز العلاجية في مصر والتابع لجامعة القاهرة بكلفة 120 مليون دولار. وجاء اقتراح منحه دكتوراه فخرية من كلية الطب في الجامعة. ومنذ عزل محمد مرسي - أول رئيس مدني منتخب في البلاد - في انقلاب 3 جويلية 2013، قدمت السعودية مساعدات اقتصادية كبيرة لمصر. وبدأ العاهل السعودي الخميس الماضي زيارته إلى مصر، وهي الأولى التي يقوم بها إلى هذا البلد منذ توليه السلطة مطلع العام الماضي. وتم خلال الزيارة الإعلان عن إقامة صندوق استثمار مشترك برأس مال 16 مليار دولار، وتوقيع أكثر من 30 اتفاقاً ومذكرة تفاهم في مجالات إنمائية عدة. وزار العاهل السعودي، السبت، الأزهر الشريف، حيث تم وضع "حجر الأساس لمدينة البحوث الإسلامية الجديدة للطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر" التي سيتم تمويلها بمنحة من العاهل السعودي. كما تم الإعلان عن إنشاء جسر بري فوق البحر الأحمر لربط البلدين، بالإضافة إلى ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. ونتيجة هذا الترسيم، تم الإقرار بوقوع "جزيرتي صنافير وتيران داخل المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية"، ما أثار جدلاً كبيراً في مصر في ظل وجود من ينادي بالسيادة المصرية على هاتين الجزيرتين. ويعاني الاقتصاد المصري بشدة بسبب تراجع عائدات السياحة وانحسار الاستثمار الأجنبي منذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في فيفري 2011. ويقول محللون أن حزمة الاستثمارات السعودية ستعطي دفعة للاقتصاد المصري على المدى القصير. وأحيطت الزيارة بمظاهر حفاوة وترحيب كبيرين انعكست في التغطية الإعلامية الواسعة من قنوات التلفزيون الرسمية والخاصة. وتزيين إعلام مصر والمملكة شوارع القاهرة. والأحد، دعا العاهل السعودي في كلمة ألقاها أمام البرلمان المصري إلى توحيد الجهود ل"مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب". ورغم بعض التباينات في المواقف السياسية تجاه الأزمة السورية وعدم رغبة مصر في إرسال قوات برية للمشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، إلا أن القاهرة ظلت حريصة على تأكيد علاقاتها المتينة بالرياض. ويرى محللون، أن هدف الزيارة تأكيد الدعم السعودي للسيسي رغم بعض الاختلافات السياسية الإقليمية بين البلدين.