أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، عن ”اتفاق مصر والسعودية على تشييد جسر يربط بين البلدين” عبر البحر الأحمر. وقال العاهل السعودي إنّ ”هذه الخطوة التاريخية متمثلة في الربط البري بين القارتين الإفريقية والآسيوية وتعد نقلة نوعية، إذ ترفع التبادل التجاري بين القارتين لمستويات غير مسبوقة وتدعم صادرات البلدين”. وتابع أن الجسر ”سيشكل منفذا دوليا للمشاريع الواعدة بين البلدين، ومعبرا رئيسيا للمسافرين من حجاج وسياح بالإضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها لأبناء المنطقة”. يذكر أنّ العاهل السعودي وصل إلى القاهرة يوم الخميس في زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام، وتهدف إلى تأكيد دعم الرياض للرئيس عبد الفتاح السيسي وللعلاقات بين البلدين في مختلف الأصعدة ولاسيما العسكرية الاقتصادية. وهذه أول زيارة رسمية يقوم بها إلى مصر منذ توليه عرش المملكة في يناير 2015، بعد زيارته الوجيزة لشرم الشيخ في مارس الماضي للمشاركة في مؤتمر دولي لدعم وتنمية الاقتصاد المصري. ويتوقع أن تشهد زيارة العاهل السعودي توقيع عدد من الاتفاقات بقيمة ملياري دولار، بحسب ما أفاد مسؤول مصري. وتحدثت تقارير عن عودة الحديث عن قضية جزيرتي تيران وصنافير مرة أخرى، بعد نصف قرن من المناقشات والمباحثات والخلافات بين الجانبين المصري والسعودي على سيادة الجزيرتين. وتشير مصادر إلى أن مصر ستتنازل عن حقوقها عن تلك الجزر، مقابل استمرار دعم المملكة الاقتصادي لمصر، وأن من أبرز الدلالات على مقايضة المملكة مصر بالدعم مقابل التنازل عن تلك الجزر، ارتباط التوقيع المزمع خلال الزيارة الحالية باتفاقيات اقتصادية عدة ستساهم في إخراج، أو على الأقل مساندة مصر في مأزقها الاقتصادي الكبير الذي تمر به الآن. ويلفت مراقبون إلى أن مقايضة مصر حدودها المائية، والتي تمثل أمنها القومي، ليس بجديد على نظامها الحالي، في إشارة لخطوة مشابهة قامت بها مصر مع قبرص، حين تنازلت عن حقها في أحواض غاز البحر المتوسط. وكان الرئيس الأسبق حسني مبارك رفض مشروع الجسر لكونه سيؤثر على المنتجعات السياحية في مدينة شرم الشيخ، ويلحق ضررا بالمشاريع السياحية، مما يدفع السياح إلى الهروب منها. ويربط الجسر مصر من منطقة منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد بمنطقة تبوك شمالي السعودية عبر جزيرة تيران، ويبلغ طوله 50 كم، ومن المخطط أن يتم تنفيذه خلال 7 سنوات بتكلفة تصل إلى 4 مليار دولار. ومن المقرر أن يمر جسر الملك سلمان من منطقة تبوك إلى جزيرة صنافير ثم جزيرة تيران ثم إلى منطقة النبق، أقرب نقطة في سيناء، وسيربط جزيرة تيران بسيناء من خلال نفق بحري حتى لا يؤثر على حركة الملاحة.