دخل عمال وأطباء المؤسسة الاستشفائية بدائرة حاسي مسعود، الإثنين، في إضراب عن العمل، استجابة للإضراب الوطني العام لقطاع الصحة والذي تم تنظيمه من طرف نقابات الصحة، واحتجاجا على الظروف المزرية التي يتخبطون فيها، حيث غادر المحتجون أماكن عملهم، تاركين لافتات كتب عليها "نطالب بحقوقنا المهضومة"، و"نطالب بظروف تحسين العمل". وطالب المحتجون من الجهات المعنية، بضرورة توفير الظروف الملائمة للعمل، خاصة ما تعلق بتدعيم القطاع بأطباء وعمال مهنيين، وهو أهم النقائص التي يعاني منها المرفق الصحي المذكور منذ سنوات طويلة، دون أن يتم إيجاد حلول لهذا المشكل لحد الساعة. وهدّد عديد الأطباء العاملين بمستشفى عاصمة النفط في وقت سابق، بالاستقالة الجماعية من مناصبهم في حالة بقاء الوضع على حاله، بسبب هذه الظروف المزرية التي يزاولون فيها مهامهم، والنقائص المحيطة بهم، ورغم فتح نحو 20 منصب عمل فيما يخص الأطباء الأخصائيين، إلا أنه لم يتم استقبال سوى ملفين لمترشحين فقط، بسبب عدم توفير مساكن وظيفية للأطباء، وتهربا من الوقوع في النقائص المذكورة آنفا. ويشهد قطاع الصحة بمدينة حاسي مسعود ظروفا مزرية منذ سنوات عديدة، نتيجة النقص الفادح المسجل في سلك الأطباء الاختصاصين والعمال المهنيين، إضافة لعديد النقائص فيما يخص المعدات والأجهزة، ورغم أن المرفق الطبي خضع لعملية توسعة منذ سنتين، إلا أنه من المفروض أن يتم افتتاح عديد الأجنحة به، بداية شهر مارس الماضي، وهو الأمر الذي لم يتم لحد الساعة. ويستقبل مستشفى المدينة يوميا المئات من المرضى، إضافة إلى عمال مختلف المؤسسات والشركات العاملة بالمنطقة، الأمر الذي جعله يعيش ضغطا رهيبا، حيث أصبح يتم تحويل أغلب الحالات المرضية، خاصة المستعجلة إلى مستشفى محمد بوضياف بعاصمة الولاية، نتيجة النقائص المسجلة بالمرفق الصحي بالدائرة. ورغم تعيين مؤخرا مدير جديد على رأس المستشفى المذكور، من طرف مديرية الصحة، وذلك بعد إنهاء مهام المدير السابق، بسبب تدهور الأوضاع بالمرفق، وتنظيم عديد الاحتجاجات من طرف سكان المنطقة، إلا أن المشكل القائم ظل مطروحا. ومعلوم أنه تم تغيير ثلاثة مديرين في سنة واحدة دون أن تتحسن الأوضاع داخل المستشفى، وظل الأطباء والعمال بالمرفق الطبي ذاته، يعانون من هذه النقائص ويتخبطون في ظروف سيئة ويزاولون مهامهم بشق الأنفس.