جزم قراء "الشروق أون لاين"، الخميس، أنّ هدف الجيل الثاني من الإصلاحات في قطاع التربية، يكمن في تغريب المدرسة، وفي نقاش "الشروق أون لاين"، اعتبر غالبية المشاركين أنّ وصفة وزيرة القطاع "نورية بن غبريط رمعون" هي محض شوط ثان لمسار تغريبي افتتح منذ عقدين ونيف. في استفتاء ل "الشروق أون لاين" شهد مشاركة ما يربو عن العشرة آلاف شخص، أجمع 8333 شخص (79.78 %) على أنّ ما سمته مصالح التربية "الجيل الثاني للإصلاحات" يروم تغريب المدرسة، في وقت رأى 2112 شخص (20.22 %) أنّ العنوان الكبير للإصلاحات يرتكز على "تحسين النوعية". وتعاطيا مع سؤال النقاش حول تموقع هذه الإصلاحات كغطاء ل "تغريب المدرسة" والتمكين "للفرنسية"، أم للنهوض بمستوى المنظومة التربوية في الجزائر؟"، قال "ياسين رزقي": "ببساطة وبدون عاطفة، لما تأتي وزيرة مشبوهة بِأفكارها المعادية لتطلعات المجتمع وتطلع علينا بين الفينة والأخرى بخرجات تمس لغة البلد، فمرة تقدم العامية ومرة تفرنس العلمية ومرة تغلّب القيم الفرنسية المسيحية على التقاليد العربية الإسلامية". وتابع "رزقي": "عندما تكرس لسياسة الفرنسة دون ضوابط وتعمل في السر حتى كشفها الكاشفون، بل وكانت من الزمرة التي خربت التعليم، فهل يتوقع الواحد أو العاقل أن يحصل على الترياق ممن هو مصاب أصلا بالداء؟
مسرحية المسخ الشامل من جانبه، أوعز "ابن الجنوب": "العملية باختصار رغم تعقيداتها وعمقها في المجتمع مرت بمراحل سابقة عند فتح الجامعة الجزائرية، هرب الفرنسيون وتركوا الساحة نظريا وكلفوا عملائهم عمليا وعند بلوغ جيل الاستقلال وحين طالب بالدراسة في كل الفروع العلمية استعملت القوة العمومية (سنة1979م وما قبلها وما بعدها) للقضاء على كل من يطالب بالدراسة بالعربية في الجامعة، وخلق المدارس العليا للدراسات التحضيرية وحصريا بالفرنسية، فضلا عن خلق نظام الألمدي وانتهى التعليم الجامعي، العودة ل (التخلاط) في التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي بإصلاحات مزعومة من بن زاغو وزمرته وهذه واحدة منهم، فبعد "بن بوزيد"، الآن دور بن غبريط لأنها تعتبر نفسها أكثر جرأة من بن بوزيد لأنه لم يفرنس التعليم بالكامل بل شلّه جزئيا من حيث المستوى .. إلخ، ولكي تتم عملية المسخ الشامل انتهجت المناورات الإعلامية للأولياء وتلبية مطالب النقابات نظريا للتلهية، وتركت المجال لمن جاؤا من فرنسا العمل خلف الستار منتظرة نهاية تحضير المسرحية وفتح الستارة للعرض والتصفيق".
لا لقتل الذكاء عارض من أطلق على نفسه مسمى "أنين" سابقيه: "محتويات هذه المناهج متوفرة وبكل شفافية لدى كل مفتشي الابتدائي والمتوسط لجميع المواد وعشرات الآلاف من الأساتذة وأنتم تتكلمون عن التغريب والتمكين للفرنسية؟، باعتراف كل هؤلاء لأول مرة في تاريخ المدرسة الجزائرية ستعطى لنا فرصة التعامل مع مناهج جزائرية بحتة متفتحة على العالم وتهدف إلى تنمية ذكاء التلميذ وشخصيته وهذا هو الشيء الذي يضايقكم لأنكم اعتدتم على نمط تدريس يقتل الذكاء والنقد والانفتاح". وتصوّر "جزائري وفقط": "وهل للعربية مكانة في هذا العالم باستثناء تكوين المتطرفين والإرهابيين والمشعوذين وشيوخ الفتن ودعاة التكفير والكراهية ومحترفي تفخيخ السيارات وتفجير القنابل وفتاوى جهاد النكاح وزواج المتعة ... وباختصار قنابل متنقلة حوّلت العالم إلى جهنم مشكلة بذلك خطر على الحضارة الإنسانية".
هدف أوحد: "محاربة الهوية" شدّد من شارك تحت مسمى "ضدّ الجمود الفكري": "هذه الوزيرة أسوأ من سابقيها هدفها الوحيد هو محاربة الهوية الجزائرية (الإسلام، العربية)، وتعميم الفرنسية على مختلف المستويات، عندما تتحول الوسيلة (الفرنسية) إلى غاية في حد ذاتها فهذه هي الكارثة الكبرى. وأردف: "السؤال الذي يطرح نفسه ولا يملكون الإجابة عليه: لغة العلم الأولى حاليا هي الانجليزية فلماذا تتمسك "رمعون" ومن يقفون وراءها بالفرنسية؟؟؟!!! صدّعوا رؤوسنا بالاستقلال وبمعاداة فرنسا، لكنهم أثبتوا لنا أنهم ملكيون أكثر من الملك!!!".
لا للتعصبّ أيقن "شرف": "في السابق كنا ندرّس الرياضيات ب س وع والآن ندرسها ب x وy ، فهل تغيّر في إيماننا شيء هل تركنا الإسلام بمجرد تغييرنا بعض الحروف كفاكم تعصبا للرأي، أنا مع تدريس الرياضيات والفيزياء بالانجليزية والعلوم الطبيعة والحياة باللغة الفرنسية لرفع المستوى، أما مواد السيادة كالتاريخ والجغرافيا ومواد الهوية كالتربية الإسلامية فتدرس باللغة العربية".
موجة تجهيل في المقابل، ردّ "زهير": "ماذا تنتظر من "وزيرة" قالت بكل وقاحة أنها ستستبدل الأستاذ بقرص مضغوط... ماذا تنتظر من هذه التي لا تستطيع أن تركّب جملة قصيرة بالعربية... ماذا تنتظر من لا زاد له ولا يحمل ثقافة عربية واضحة أن يقدم لقطاع التربية الوطنية هذا القطاع الحساس.. بناء الأجيال..والله هذا عبث.. هذا عب". وانتهى "جزائري عربي ومسلم": "إنّ الجيل الثاني للإصلاحات" هو موجة تغريب جديدة، سبقتها موجات، منها: 1 - كتابة الرياضيات بالحرف اللاتيني، 2 – تقليص ساعات اللغة العربية، 3 - تدريس الفرنسية في السنة الثانية ابتدائي، 4 - حذف تخصص العلوم الإسلامية في التعليم الثانوي، 5 - إلغاء التعليم التقني وغلق المتقنات، 6 - إنقاص حصص الفيزياء والعلوم الطبيعية وزيادة حصص اللغة الفرنسية". واستنتج: "الجيل الثاني للإصلاحات" ليس موجة تغريب فقط ، بل موجة تجهيل أيضا" .