أعلن الجيش الأمريكي، الجمعة، إنه أرسل عدداً صغيراً للغاية من قواته إلى اليمن لتقديم المساعدة في مجال المعلومات لحملة تشنها الإمارات وتحقق نجاحاً حتى الآن لدحر أخطر الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة. وتقدم نحو ألفي جندي يمني وإماراتي ليدخلوا مدينة المكلا الساحلية في أواخر الشهر الماضي وسيطروا على مينائها ومطارها دون مقاومة تذكر فيما كانت معقلاً لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. وقال الكابتن جيف ديفيز المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان صحفي، إن الجيش الأمريكي قدم حتى الآن مساعدات من الدعم بالمعلومات والاستشارات والمساعدة في التخطيط للعمليات إلى المساعدة الطبية وإعادة التزود بالوقود في الجو. وخصصت أيضاً عتاداً للمساعدة في مجال الاستطلاع والمراقبة من الجو لدعم حملة الحليف الخليجي. وقال ديفيز: "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لا يزال مصدر تهديد أمني خطير للولايات المتحدة ولشركائنا بالمنطقة ونرحب بهذا الجهد لطرد التنظيم من المكلا وإضعافه وتعطيله والقضاء عليه في اليمن". ورفض ديفيز الكشف عن عدد أفراد القوات الأمريكية الموجودين في اليمن، لكنه قال إنه "عدد صغير جداً"، مضيفاً أنهم وصلوا على مدى الأسبوعين الماضيين ويعملون من موقع ثابت لتوفير دعم بالمعلومات. وكانت السفينة الحربية (بوكسر) أيضاً موجودة قبالة ساحل اليمن لتقديم خدمات طبية إذا دعت الضرورة. غارات أمريكية جديدة ويعتبر مسؤولو المخابرات والجيش الأمريكيون تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تهديداً للولايات المتحدة. وتآمر التنظيم لتفجير طائرات ركاب أمريكية وأعلن المسؤولية عن هجمات في العام الماضي على مقر صحيفة شارلي إيبدو في العاصمة الفرنسية باريس. وكشف البنتاغون أيضاً، يوم الجمعة، عن شن أربع غارات جديدة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ 23 أفريل الماضي أدت إلى مقتل عشرة من عناصر القاعدة وإصابة آخر. وقال ديفيز، إن تلك العمليات منفصلة عن الهجوم الإماراتي على المكلا. ورغم الغارات الأمريكية المهمة وبينها غارة قتلت زعيم التنظيم في العام الماضي، فإن الحرب الأهلية الدائرة في اليمن أضعفت جهود الولاياتالمتحدة لمكافحة الإرهاب. وقبل عملية المكلا كانت التقديرات تشير إلى أن التنظيم أصبح أقوى من أي وقت سابق. ويقول مسؤولون، إن الدعم الأمريكي يعكس رؤية الولاياتالمتحدة لقدرات الإمارات التي تشمل قوات عمليات خاصة جيدة التدريب وتتمتع بموارد كبيرة على الأرض. وتسببت الحرب في إجلاء العسكريين الأمريكيين من اليمن في أوائل 2015، بعد أن نظموا حملة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب شملت غارات لقوات يمنية خاصة بدعم جوي أمريكي. وقد يظهر إرسال عسكريين أمريكيين لدعم الإمارات في هذه العملية المحدودة استعداداً أمريكياً متزايداً للعودة للمشاركة على الأرض.