إذا كان الإسبان يفضلون مبارزة الثيران في تظاهرة شعبية كبيرة تخلف العديد من الضحايا، فإن البجاويين يعشقون نوعا آخر من المبارزات، فرغم أن موعد عيد الأضحى لا يزال بعيدا، إلا أن عادة تناطح الكباش لا تزال متواجدة بمدينة بجاية وتستقطب اهتمام شريحة واسعة من المواطنين خاصة الشباب، الذين "يتقامرون" بعشرات الملايين. والمثير في الأمر أن سمعة الكباش الجزائرية صارت كبيرة وتعدت شهرتها حدود البلاد بحكم إجادتها فن التناطح وفوزها بالمنافسات المقامة خصيصا لهذا الغرض، حيث أصبح فن مبارزة الكباش، كما يحلو لعشاقها تسميتها، شائعا ومشتهرا خاصة بعاصمة الولاية، حيث لا تزال تقام مثل هذه الجولات بالقرب من ملعب بن علواش وسط المدينة بمشاركة تعدت حدود الولاية بعد تسجيل مشاركين قدموا من ولايات عدة على غرار البويرة والعاصمة وتيزي وزو وسطيف وغيرها وكذا إقبال كبير من طرف المواطنين لمشاهدة هذه المواجهات بين الكباش المخصصة والمروضة للمصارعة، حيث يجد مربو هذا النوع من الكباش لذة خاصة في تنظيم المنازلات التي يجري التحضير لها قبل الموعد بعدة أسابيع، حيث يتم تلقينها تقنيات المناطحة ومختلف المهارات وتكتيك الصمود التي تضمن النصر، بالإضافة إلى الطرق التي تكفل سلامة الكبش المتبارز أمام خصومه، يحدث هذا رغم رأي العارفين بأمور الدين في هذا المجال الذين يرون أن التحريض بين الحيوان لهو ولعب وحرام.