أصبحت ظاهرة التسول بمدينة حاسي مسعود مصدر رزق العديد من العائلات التي اعتادت ممارسة هذه المهنة، حيث تضاعفت هذه الظاهرة السنوات الأخيرة بصورة باتت مقلقة. ويلاحظ الجميع تزايد هذه الظاهرة في أغنى منطقة بالوطن، بل أضحت مهنة من لا مهنة له، من جميع فئات المجتمع، نساء ورجالا وحتى الأطفال، الذين أصبحوا يتخذون من التسول وسيلة من أجل جمع المال. وأصبحت المساجد وعدة مرافق منها مقرات شركات مكانا مفضلا لهؤلاء بغية تحقيق الربح السريع، بينما تحولت محطة نقل المسافرين إلى قِبلة لهم. وقد أوضح بعض المواطنين ل"الشروق" أن بعض العائلات لاسيما السورية منها يصل دخلها شهريا 50 مليون سنتيم أي أكثر من مدخول وزراء في الحكومة، حيث تسكن العائلات في هذه المنطقة وتتخذ من هذه الظاهرة وسيلة لجمع المال وتحسين ظروفها الاجتماعية، وعادة ما تتنقل من جميع ولايات الوطن للغرض نفسه، قبل أن تغادر الجهة وتترك الفرصة لعائلات أخرى، لاسيما في فصل الصيف. ويتخذ المتسولون مظاهر تشد العيان منها مشاهد الفقر المدقع والاستعطاف وجلب الرضع والتظاهر بالجنون أحيانا لكسب المال بسهولة، علما أن انتشار هذه الظاهرة يعود إلى عدة أسباب منها الموقع الاستراتيجي لحاسي مسعود، كونها مدينة غنية تضم مئات الشركات وآلاف العمال، وكذا ما تجود به بقايا المؤسسات التي أضحت مطمع الكثير منهم.