بدأ المعتقلون في سجن حماة المركزي في وسط سوريا، السبت، عصياناً جديداً احتجاجاً على عدم تحقيق مطلبهم بالإفراج عنهم وقاموا باحتجاز مدير السجن وقائد الشرطة في المدينة وذلك في تمرد هو الثاني خلال شهر واحد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: "بدأ عصيان جديد في سجن حماة المركزي ويبدو أنه أكثر شدة من الذي سبقه، إذ تمكن السجناء من احتجاز مدير السجن وقائد شرطة مدينة حماة وتسعة عناصر آخرين من الشرطة". وبداية ماي، بدأ السجناء تمرداً احتجاجاً على ظروف اعتقالهم وعلى نقل رفاق لهم إلى سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق حيث تم إعدام عدد من المعتقلين. ووافقت السلطات وقتها على مطالب السجناء بالإفراج عنهم تباعاً وتم فعلياً إطلاق سراح "أكثر من مائة سجين ولا يزال هناك نحو 700 آخرين"، وفق عبد الرحمن. وأوضح مدير المرصد، أن "العصيان الجديد نتج عن تراجع السلطات عن اتفاقها بالإفراج عن المعتقلين بل قررت إحالتهم إلى المحكمة للبت في القضية"، الأمر الذي يرفضه السجناء إذ يعتبرون المحاكمات "غير عادلة". وبحسب عبد الرحمن، فأن غالبية السجناء من المعتقلين السياسيين وخصوصاً الإسلاميين. ورداً على حالة التمرد قطعت السلطات "المياه والكهرباء عن السجن كما عمدت إلى تشويش الاتصالات في المنطقة التي يقع فيها"، وفق المصدر نفسه. ويظهر في شريط فيديو سرب من داخل السجن وتداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات السجناء وهم يهتفون "الله أكبر". ويقول أحدهم "تم أسر العميد وقائد الشرطة وبعض عناصر الشرطة في 28 (ماي) الساعة الثانية ظهراً". ويقدر المرصد السوري وجود أكثر من مائتي ألف شخص بين معتقلين ومفقودين داخل سجون النظام السوري منذ العام 2011. كما قضى، وفق المرصد، 60 ألف معتقل على الأقل جراء التعذيب وسوء الأوضاع الإنسانية في سجون النظام خلال خمس سنوات. وتشهد سوريا منذ خمس سنوات نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من 280 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وتشريد ونزوح أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.