هل يسمع أوباما النداء؟ ناشدت عائلات الجزائريين الستة المتهمين بتفجير السفارتين الأمريكية والبريطانية في البوسنة والموجودين رهن معتقل غوانتانامو منذ سنوات الرئيس الأمريكي الجديد "باراك أوباما" بالتدخل العاجل لغلق معتقل العار ومن ثمة إعادة أبنائها. * وأوضح "السعيد بوعزة" للشروق اليومي وهو كفيل عائلة المعتقل بن السايح المنحدر من ولاية ورڤلة أن الأسر المتضررة سوف تراسل رسميا بحر هذا الأسبوع الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا للنظر في قضية المعتقلين، حيث سبق للمحكمة الفيدرالية الأمريكية برئاسة القاضي "ريشارد ليون" وأن درست الصيف الماضي ملفات المتهمين الذين يحملون الجنسيتين الجزائرية والبوسنية وهم "شلنة الحاج" (الاغواط)"آيت إيدير مصطفى" (المدنية الجزائر، "لحمر صابر" (قسنطينة)"بومدين لخضر" (معسكر) "بوضلعة الحاج" (الأغواط)، بن السايح بلقاسم (ورڤلة)، بعد أن تم تأجيل محاكمتهم التي كانت مجدولة يوم 27 أكتوبر المنقضي إلى نهاية الأسبوع المنصرم بطلب من الدفاع المكون من زهاء 20 محاميا، إذ من المنتظر أن تتواصل مجرياتها إلى غاية منتصف الشهر الجاري. وقد سبق لمحكمة سراييفو وأن أوقفت المتهمين على ذمة التحقيق بطلب من النيابة العامة الفيدرالية تحت رقم 01-101 في التاسع أكتوبر عام 2001 تبعا للمادة 168 من قانون العقوبات البوسني، كما أصدر قاضي التحقيق لدى نفس الهيئة "زادينكواتبروفيش" بتاريخ 25 نوفمبر 2001 قرارا يقضي بتوقيفهم لمدة شهر واحد فقط طبقا لنص المادة 183 من قانون الإجراءات الجنائية، لتتدخل النيابة العامة مجددا وتطلق سراحهم حسب المذكرة رقم 11501 الموقعة في 18 جانفي 2002 وتمنحهم وثيقة البراءة التي تحوز "الشروق اليومي" على نسخة منها حررها إلى اللغة العربية الدكتور صبحي وسيم تادفي المحلف لدى محاكم سراييفو وذلك لانعدام أدلة إدانتهم. * غير أن قوات المارينز اعتقلتهم ونقلتهم عبر القاعدة الأمريكية في البوسنة إلى المعتقل نفسه، وكان معظمهم يشتغل في منظمات الإغاثة العربية وكذا التعليم والصحة وأغلبهم متزوج من بوسنيات مسلمات. وأشارت مصادر مطلعة من محيط العائلات المذكورة أن السلطات البوسنية تسعى منذ فترة بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية قصد إيجاد صيغة للإفراج عنهم بعد أن أعادت لهم الاعتبار ووثائق الجنسية التي سحبتها منهم عقب اعتقالهم مباشرة. * من جانبه كشف السفير الأمريكي السابق في الجزائر "روبرت فورد"أكثر من مرة "للشروق اليومي" عن تقدم المحادثات بين الجزائر وبلده بشأن25 اسما جزائريا يقبع بزنزانات المعتقل أفرج الصيف المنقضي عن 04 منهم فقط، مما زاد في قلق بقيت الأسر التي طرقت كل الأبواب لكن بدون نتيجة. * * استراتيجية جديدة للتعامل مع غوانتانامو * ذكرت مصادر مقربة من الرئيس الأمريكي المنتخب إن الإدارة الجديدة تنظر في محاكمة بعض المعتقلين أمام المحاكم الفيدرالية القائمة؛ إقامة محاكمة أمن قومي خاصة للنظر في القضايا المتعلقة بمعلومات استخباراتية حساسة؛ وإطلاق سراح الآخرين. وسيحجم السيناريو الجديد اللجان العسكرية التي أقامتها إدارة الرئيس الحالي جورج بوش لمحاكمة بعض من كبار قيادات القاعدة المعتقلة في غوانتانامو حاليا، منهم خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات سبتمبر. وحثت "نقابة الحريات المدنية الأمريكية، في إعلان أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" في صفحة كاملة في عددها الصادر الاثنين، أوباما على إغلاق المعتقل العسكري فور توليه الرئاسة رسميا، كما جاء في الإعلان. وبادرت منظمات حقوقية إلى مناشدة الرئيس الأمريكي المقبل على جعل حقوق الإنسان محوراً أساسياً من محاور إدارته الجديدة. وكان باراك أوباما قد أشار في 31 أكتوبر الماضي، إلى أن إداراته ستغلقالمعتقل "سريعاً ولكن بتعقل".