يبدو أن اعتذار الأديب اللبناني أمين معلوف عن حضور فعاليات الطبعة الأخيرة من معرض الكتاب بالجزائر لم يكن كما قال للقائمين على الحدث –لأسباب صحية- وإنما حسب خرجته الإعلامية "الصادمة" كان الغياب لأسباب "إيديولوجية" بحتة على الرغم من أن فرنسا كانت ضيف شرف الدورة السابقة. كان صاحب "سمرقند" يراجع حساباته ويعيد ترتيب أولوياته على خطى الكثير من المثقفين الذين وقعوا في شراك "الكيان الصهيوني" واستسلموا لإغراءاته المادية والمعنوية فأعطوا مؤسساته الثقافية وإعلامه شرعية. انه اللوبي المسيطر اليوم في فرنسا والذي يمنح تأشيرة "الانتشار" لمن يبايعه ويدور في فلك مشروعه الأخطر على الإطلاق "تبييض صورة إسرائيل"، خاصة أولئك الذين نالوا مرتبة الشرف وأصبحوا أعضاء في "الأكاديمية الفرنسية" ولو أن الجزائرية آسيا جبار عاشت وماتت مدافعة عن قضايا التحرر وفية لمبادئ ثورة نوفمبر. ظهور الأديب "التنويري" في" برنامج ثقافة" على قناة "أي 24" الفرونكوفونية يحاضر في تاريخ الأكاديمية وأعضائها قسم الصف اللبناني بين مدافع عن الحريات وبين مدين "لسقطة" لا نهوض بعدها لقامة إبداعية كبيرة اسمها أمين معلوف.. يبدو أن سباق التطبيع مع إسرائيل لن يتوقف عند الكاتب الجزائري بوعلام صنصال وقائمة "العدائين" مفتوحة للإيقاع بأبرز الأسماء وأكثرها شهرة وتأثيرا في عالمنا العربي.. مؤسف حقا هذا التراجع في الدفاع عن قضايا الأمة والقضية الأم "فلسطين".. الكاتب اللبناني تناسى في لحظة "طيش" مجازر هذا العدو الاستيطاني الغاشم والمغتصب والقاتل لإخواننا الفلسطينيين في حرب مفتوحة.. عدو لم يرحم الأطفال وشتت العائلات وهدم البيوت على ساكنيها وفجر المدارس والمستشفيات.. بل وتناسى صاحب "الهويات القاتلة" جرائم هذا الكيان الصهيوني في بلده لبنان. هذه القضية التي أثارت جدلا واسعا ولاتزال أرعبت صناع مسلسل "سمرقند".. الفنتازيا التاريخية التي انطلقت قوية، فسارعوا إلى التبرؤ ونفي أي علاقة بين نص العمل وبين "سمرقند" أمين معلوف "الخائن".