قبل أن يظهر تنظيم "داعش" الإرهابي، كانت الفضائيات العربية والمخرجون وكتاب السيناريو العرب، ينتقون وينتجون مع حلول شهر رمضان المبارك، أعمالا فنية راقية لعرضها للجمهور العربي، بقصد التسلية والترفيه أحيانا، وبغرض طرح ومعالجة قضايا إجتماعية وطنية أو قومية أو تصوير مواضيع تاريخية تجسد شخصيات شهيرة أو قصص معينة ماتزال خالدة عند العرب والمسلمين بصفة عامة على غرار الصراع العربي الإسرائيلي أو القصص التاريخية، وجسدتها أعمال كثيرة منها السورية كمسلسل "خالد بن الوليد"، "إمام الفقهاء"، "الحجاج"، "الزير سالم"، "رايات الحق"، "ملوك الطوائف"، "ربيع قرطبة"، "الظاهر بيبرس" وغيرها، أمّا المصرية فأبرزها: "الإمام الغزالي"، "الإمام محمد عبده"، "الترمذي"، "حارة اليهود"، "كليوباترا"، "ليلة سقوط غرناطة"، "هارون الرشيد"، "عصر الأئمة"، "عمر بن عبد العزيز"، "العندليب حكاية شعب".. وغيرها من المسلسلات الدرامية التاريخية التي أثارت الجدل وحصدت الإعجاب، فضلا عن الكوميدية والفكاهية الطريفة التي قدمت في قالب تشويق وبلغة مدروسة، لا تقوم على العنف وأساليب الترهيب مثلما تتضمنه اليوم بعض الأعمال الفكاهية التي اتخذ أصحابها من "داعش" مادة دسمة كل رمضان، بحيث دخلت داعش لغة الكاميرا منذ انتشارها في العالم بدءا من 2014، وبلوغ جرائمها أصقاع العالم لاسيما فنّها في القتل والتعذيب، بدءا من قطع الرؤوس، وسبي البنات، وجهاد النكاح. وبالتالي كلّ هذه الصفات القبيحة التي يتمتع بها داعش، ألهمت مخرجي الإنتاج الفني العربي وجعلتهم يتسابقون في تقديم "داعش" للجمهور العربي الذي وجد نفسه في "الرمضانات" الأخيرة يفطر على العنف والرعب، ومن أبرز من جسّد "داعش" في رمضان المسلسل الكوميدي السعودي "سيلفي" إلى جانب، برنامج "كاميرا كاشي" للجزائري سفيان داني بعنوان "الرهائن" بالإضافة إلى برنامج مصري بعنوان "ميني داعش" الذي تدور فكرته "حول مجموعة من الملثمين يرتدون ملابس تنظيم داعش الإرهابي، ويوهمون الضيف بأنه مختطف من قبل عناصر التنظيم الإرهابي، ويأمر أعضاء التنظيم الضيف بالقيام بأعمال إرهابية ".
كما صور المسلسل العراقي "دولة الخرافة" الدواعش في قالب كوميدي ساخر رغم تخوف بعض الفنانين في البداية من المشاركة.