صورة ارشيف شهدت أول أمس حظيرة البلدية بحي بيزار بسطيف مشهدا مثيرا أقدمت خلاله شابة على قطع شرايين ذراعها بقطعة زجاج احتجاجا على قرار طرد عائلتها من الشاحنة التي اتخذتها مسكنا في ظروف جد مأساوية * الحادثة تمت أمام مرأى عمال الحظيرة عندما حاولت السلطات المحلية طرد العائلة التي تقطن بشاحنة معطلة ظلت راكنة بالحظيرة منذ مدة، وحسب المعلومات الواردة إلينا فإن العائلة -المكونة من الام وبناتها الثلاث _ تعرضت في السابق للطرد من المسكن المؤجر من طرف أحد الخواص ولما وجدت نفسها في الشارع اتخذت من مخدع الشاحنة كمأوى استقرت فيه منذ بضعة أيام، فأصبحت الشاحنة بمثابة المنزل الذي تعيش فيه الأم وبناتها وسط أجواء متعفنة تدفع على التقزز. الامر الذي دفع بالسلطات المحلية الى التحرك وعندما صدر قرار بطرد العائلة من شاحنة البلدية ثارت البنت الكبرى البالغة من العمر 19 سنة وواجهت منفذي القرار بطريقة مثيرة، حيث قامت بكسر زجاجة ولم تتردد في قطع شرايين ذراعها الأيسر في مشهد مفزع استغرب له عمال البلدية وكان ذلك بحضور رجال الامن ورئيس البلدية . ليتم بعدها على الفور استدعاء رجال الحماية المدنية لنقل الفتاة الى مستشفى سعادنة عبد النور بسطيف، حيث تبين بأن حالة الشابة خطيرة للغاية ولازالت لحد الساعة تخضع للعناية الطبية المركزة. * الجدير بالذكر ان العائلة أبدت مقاومة ضد منفذي قرار الطرد وظلت متمسكة بالشاحنة حتى بعد بعد نقل الشابة الى المستشفى بحجة انها لا تملك سقفا يأويها وهو ما جعل السلطات المحلية ترحل العائلة الى مسكن قديم بحي بيلار لتكون بذلك الأم قد استفادت من كوخ بعد ان حاولت ابنتها الانتحار. * يذكر ان الحادثة خلفت استياء شعبيا كبيرا وظل التساؤل مطروحا حول الظروف التي دفعت بهذه العائلة الى تحويل شاحنة البلدية الى مسكن وإقدام شابة في مقتبل العمر على محاولة الانتحار لانعدام سقف يأويها.. والتساؤل الاكبر هو هل كل من يحاول الانتحار يستفيد من مسكن ولو في شكل كوخ. * للتذكير فإن نفس الشاحنة كانت مسكنا لعائلة أخرى مكونة من الام وثمانية بنات مكثت فيها لمدة حوالي عامين، والغريب ان هذه الأم وضعت مولودها الثامن بهذه الشاحنة مما يعني ان هذه المركبة تحولت الى ملجإ للعائلات التي لا مأوى لها.