عرف مقر مولودية الجزائر جوا غير عادي، سهرة أمس الأول، بعد أن غزته مجموعة من الأنصار طالبة الحديث إلى رئيس النادي الصادق عمروس، غير أن هذا الأخير رفض الاستجابة إلى مطلبهم، ما زاد في تأجيج حالة التوتر بفيلا الشراڤة. * وحسب معلومات مؤكدة، فإن الدافع وراء رغبة هؤلاء الأنصار في لقاء المسؤول الأول على الفريق العاصمي، هو التعثر الواضح لعملية الاستقدامات في المولودية، إلى درجة أن المخاوف قد بدأت تنتاب الأنصار، سيما وأن هذا التعثر يقابله تسريح عدد من اللاعبين، ووضع البعض الآخر في قائمة الانتظار، وفي مقدمتهم المهاجمان حاج بوڤاش وصافي بلغوماري. مخاوف مشروعة في رأي المتتبعين، باعتبار أن الرئيس عمروس لم يف لحد الآن بوعوده عندما التزم بتدارك ما فاته خلال فترة التحويلات الصيفية، قبل أن يحول فريقه إلى حقل للتجارب، إلى درجة أنه تم إحصاء أكثر من 40 لاعبا تم وضعهم في قائمة المدرب ألان ميشال. * * ثلاثة مغتربين يلتحقون بحقل التجارب * * والاكيد ان الفشل الواضح للمسيرين العاصميين في ميدان الاستقدامات لحد الآن من شأنه أن يزيد في إغراقهم، وفي مقدمتهم الرئيس عمروس نفسه، علما وأن هذا الأخير لم يعد يحقق الإجماع؛ ليس فقط بين الأنصار، بل بين المسيرين ومقربيه أيضا، ما يجعل مستقبله على رأس المولودية على كف عفريت. ومع ذلك، تبقى للرئيس الأسبق لشباب برج منايل فرصة أخيرة لحفظ ماء الوجه، مادام أن الآجال المحددة لغلق فترة التحويلات الشتوية تنقضي خلال أسبوعين، وهي الفترة التي يتوجب على عمروس استغلالها، على الرغم من أن الكثير يشكك في قدرته على ذلك، وهو الذي لا يزال يواصل سياسة "البريكولاج" من خلال فتح الأبواب أمام كل من يريد أن يصنع له اسما في المولودية من العدم، والدليل أنه منذ يومين فقط وافق على تجريب ثلاثة لاعبين مغتربين ينشط اثنان منهم في الهجوم، أما الثالث فيلعب في الدفاع، والذين من المقرر أن يلتحقوا بالعميد بتونس، وبالضبط بمدينة سوسة، حيث سيجري تربصا لمدة أسبوع بداية من الأحد القادم. * وعلى ذكر هذا التربص، فقد علمنا بأن إدارة المولودية قد تمكنت من توفير السيولة اللازمة لإجرائه، بعد أن وجدت صعوبات كبيرة في ذلك.. ولم يكن الأمر ممكنا لولا لجوئها إلى الاستدانة، في انتظار دخول حصة من الإعانات المالية لأحد مموليها خزينة النادي خلال الأسبوع الأول من شهر جانفي. * * كوليبالي لم يقتنع ب60 مليون سنتيم ويهدد بعدم العودة * * الحديث عن المشاكل المالية التي يواجهها نادي باب الوادي يجرنا للتطرق إلى قضية المدافع المالي موسى كوليبالي الذي قد يحذو حذو زميله الطوغولي شريف توري، حيث غادر أمس الأول العاصمة عائدا إلى بلاده مفجرا قنبلة أخرى لحظات قبل امتطائه الطائرة المتوجهة إلى باماكو عندما صرح بأنه لن يعود إلى الجزائر ما لم تتم تسوية وضعيته المالية بصفة نهائية، وكأنه بذلك لم يقتنع بحصة ال60 مليون سنتيم التي استلمها مؤخرا من الإدارة العاصمية لامتصاص غضبه. * * الرئيس يلجأ إلى مدربه لحل مشكلة النيجيري بيلو * * وإذا ما تمسك كوليبالي بتهديداته، فإن ذلك من شأنه أن يزيد في تعقيد أمور المولودية، علما وأن هذه الأخيرة أخفقت لحد الآن في تدعيم خطها الخلفي بعد أن تراجع المدرب عن الاحتفاظ بالمالي أبوبكر توري، وفشل المسيرين في إتمام صفقتي ديس ومغربي.. ولأن المشاكل غالبا ما تأتي دفعة واحدة، فإن عمروس في مأزق حقيقي لجلب النيجيري برنس كبير بيلو الذي يراهن عليه كثيرا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد أن تبين بأن اللاعب لن يمكنه المجيء إلى الجزائر إلا بعد دفع ما قيمته 3000 دولار لاسترجاع جواز سفره من السلطات الأندونيسية التي تحتجزه بسبب تجاوز مدة إقامة اللاعب بهذا البلد الآجال القانونية. وأمام هذا الإشكال، لم يجد عمروس من حل آخر إلا الاتصال بمدربه المتواجد حاليا بفرنسا ومنحه رقم هاتف بيلو لمساعدته بطريقته الخاصة، ولو أن ذلك يعتبر في الحقيقة من صلاحيات الإدارة العاصمية وليس المدرب، وفي ذلك صورة مبسطة فقط عن طريقة التسيير في أكبر النوادي الجزائرية تاريخيا. *