صورة من الارشيف لم تكن خسارة المولودية في الثواني الأخيرة من مباراته الودية الثانية أمام مضيفه النادي الصفاقسي لتعكس الصورة الحقيقية للمباراة، والوجه المشرف الذي قدمه أشبال ألان ميشال. * ومثلما كان متوقعا، جاءت المباراة قوية من الطرفين، خاصة وان المولودية دخلت المباراة بالتشكيلة الأساسية، في حين عمل مدرب الصفاقسي الغرايري لإدراج تشكيلة بديلة في المرحلة الأولى. * ولم تكن للمعايير السابقة لتعطي الأفضلية للمولودية، رغم الدخول القوي في المباراة وحسن الانتشار فوق الميدان، لكن ما لبث الفريق المحلي أن فرض سيطرته مدعما بجماهيره. * ولم تمر سوى ربع ساعة حتى تمكن النادي الصفاقسي من فتح باب التهديف عن طريق حسين جابر الذي كسر مصيدة التسلل وانفرد بالحارس بن حمو مسجلا هدف السبق. * واندفعت عناصر المولودية نحو الهجوم لرد الاعتبار، وتمكنت من ذلك في الدقيقة 21 حينما داعب بابوش الكرة بطريقة جميلة على الجهة اليسرى وقدم كرة ملمترية نحو باجي الذي مررها إلى ياسف برأسه، حيث ارتقى لها، لكن الكرة تصدى لها حارس المنتخب التونسي خلوفي، وارتدت لتعود ليودعها الشباك بباطن القدم. * * سيطرة الصفاقسي وخلل الدفاع * * وبعدها عاد المحليون ليركزوا سيطرتهم على المرحلة الأولى، وصنع عدة فرص، منها تلك التي حولها حسين جابر إلى هدف ثان. * وبدا دفاع المولودية مهلهلا في محوره، حيث لم يكن الانسجام بالشكل المطلوب بين كوليبالي وألاصاني بسبب ثقل هذا الأخير، بالإضافة إلى مشاركة الظهيرين بابوش وبصغير واندفاعهما نحو الهجوم، ما شكل فراغات استغلها جيدا التونسيون. وجاء أداء الفريق على العموم في المستوى، خاصة من طرف ثنائي الوسط حجاج والتونسي شكيب الاشخم، بالنظر إلى غياب حجاج عن التربص ووصوله المتأخر، وعدم تأقلم الثاني مع الأجواء في أول مباراة له مع العميد، في وقت لم يقدم النيجيري عزيز سلامي ما هو منتظر منه، وتعرض لتشنج عضلي بسبب ابتعاده عن التدريبات. * * عودة الروح وتألق بلخير وزدام * * في المرحلة الثانية دخلت المولودية اللقاء بقوة، رغبة منها في تعديل النتيجة، وبسط أشبال ميشال سيطرتهم على المباراة، خاصة وأن النادي الصفاقسي أقحم التشكيلة الأساسية. * وعرفت المرحلة الثانية انتعاشا في اللعب وتقديم زملاء البديل بلخير لوحات فنية جميلة أحرجت كثيرا حامل كأس الكاف وكأس السوبر الإفريقية أمام أنصاره. * وتألق بلخير بشكل لافت على الجهة اليمنى وخلق عدة فرص لم يستغلها بلغوماري كما ينبغي، كما شهد ربع الساعة الثاني دخول يونس الذي سجل أول عودة له بعد الإصابة من خلال مشاركته كجناح أيسر، وهو ما خلق للفريق عدة فرص لم تستغل جيدا. * وفي الدقيقة 63، وإثر ركنية منفذة نحو القائم الأيمن من بابوش، تصل الكرة إلى بومشرة الذي يودعها الشباك بباطن القدم معدلا النتيجة. * وتواصل الأداء القوي للمولودية مع محاولات نادرة للصفاقسي سوى في الدقائق الأخيرة حينما استغل أحد مهاجمي الفريق خطأ في إرجاع الكرة من الحارس دوخة لينفرد ويراوغ ويقذف، لكن المدافع زدام لعب دور حارس المرمى وأخرجها بيده، ليعلن الحكم ضربة جزاء في الثواني الأخيرة من المباراة، سجلها اللاعب المخضرم عصام المرداسي، لينتهي اللقاء بفوز الفريق المحلي وأداء قوي للمولودية، رغم العمل البدني الشاق الذي سبق المباراة.