بجاية تخرج بشرف عاد مساء أمس شبيبة بجاية إلى عاصمة الحماديين برأس مرفوع، بعد المباراة الكبيرة التي لعبها أول أمس ضد الترجي التونسي بملعب رادس، في الدور النهائي لكأس اتحاد شمال إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس. * رغم الانطلاقة الخاطئة في المباراة بتلقيهم لهدف مباغت في الخمس دقائق الأولى عن طريق رأسية كانون الذي أربك أشبال مناد بهذه الاصابة المباغتة، والتي أخرجت أغلب عناصره من المباراة، مما سمح للترجي بفرض ضغط رهيب على منطقة الحارس صاولة طيلة ربع الساعة الأول، قبل أن يتفطن ممثل الكرة الجزائرية ويبادر في صنع الهجمات عن طريق كل من بوكساسة وغازي، وهو ما * حبس أنفاس المحليين الذين عاشوا فترات عصيبة، قبل أن يتنفسوا الصعداء قبل نهاية الشوط الأول بمضاعفتهم النتيجة، مستغلين في ذلك سذاجة الدفاع البجاوي. * وفي المرحلة الثانية، رمى رفقاء دلالو بكل ثقلهم صوب الهجوم للعودة في النتيجة، وقد كان للتغييرات التي أجراها المدرب مناد الأثر الايجابي، خاصة مع دخول المغترب زرداب الذي قاد أغلب الهجمات وصنع هدف تقليص الفارق بعد فتحته الرائعة لنيونغ الذي أعاد الأمل، لكن هدف التعادل لم يأت، رغم الفرص السانحة التي أتيحت، خاصة للبديل بلخير، لتنتهي المواجهة بفوز وتتويج تونسي، فيما خرج بلخضر وزملاؤه تحت تصفيقات الجمهور الغفير الذي حضر المباراة للاحتفال بالذكرى ال90 لميلاد عميد الأندية التونسية، الترجي الرياضي، الذي استلم شيكا قيمته 100 ألف دولار، بينما غنمت الشبيبة بنصف المبلغ. * * مناد جمال: "خسرنا لقبا وكسبنا فريقا" * * بداية، ما هي انطباعاتك على هذا النهائي؟ * المباراة كانت في مستوى الحدث كنهائي لدورة اقليمية، وجمعت بين فريقين يلعبان كرة نظيفة وحديثة، وقد تبادلا السيطرة؛ ففي الشوط الأول كانت الأمور لصالح المحليين بشكل واضح، ثم عدنا بقوة في المرحلة الثانية، وكدنا أن نفعلها لولا مشكلة نقص النجاعة الهجومية التي حرمتنا من الفوز والتتويج. * * هل نفهم من كلامك أن فريقك كان قادرا على التتويج برادس؟ * هذا أمر مؤكد، وسيؤرقني كثيرا هذه الليلة، وسيصعب علي النوم (الحوار أجري مباشرة بعد نهاية المباراة)؛ لأن الكأس فعلا كانت في متناولنا، لكن هذه هي كرة القدم، فحتى إن كنا قد خسرنا لقبا، فقد كسبنا فريقا سيلعب بأكثر ثقة وقوة مستقبلا. * * وماذا كان ينقصكم للتتويج؟ * أولا، أود أن أوضح أن هذه المنافسة جاءت بغتة، ولم نكن ننتظرها، ورغم ذلك أعتقد أننا أدينا مشوارا مشرفا، وحتى الخسارة أمام العملاق التونسي الترجي بهذا الأداء يجعلنا لا نخجل بهزيمتنا، وأنا جد متفائل بمستقبل فريقي. * * ستعودون الاثنين المقبل للمنافسات الوطنية من خلال مواجهة الكأس ضد اتحاد البليدة... * كما يعلم الجميع، فإن فريقي هو حامل الكأس، وبالتالي لا نملك أي خيار سوى الدفاع عن لقبنا؛ لأننا إذا خرجنا من الدور ال32 لا أحد سيرحمنا. * * عصام الشوالي: "بجاية أبهرتني بعدم استسلامها وزافور قادر على اللعب ل10 سنوات أخرى" * * لم يخف معلق الآي.آر.تي، عصام الشوالي، إعجابه الشديد بشبيبة بجاية، وقد أدلى بانطباعاته للشروق بعد نهاية المباراة، ونزع قبعة الاحترام لمناد وأشباله. فكما قال، الشبيبة البجاوية لعبت مباراة كبيرة، خاصة في الشوط الثاني، ورغم تأخرها بهدفين، إلا أنها لم تستسلم وقاومت وأحرجت الترجي أمام أنصاره في أكثر من مناسبة. وقد أعجبت كثيرا بالمدافع زافور، فقد أبهرني بحيويته وخبرته التي تسمح له بمواصلة اللعب لعشر سنوات أخرى. * * حميد حداج: "لقد شرفتم الكرة الجزائرية" * * بعد نهاية المباراة وحفل توزيع الميداليات، لم يتردد رئيس الفاف في النزول لغرف تغيير الملابس لشبيبة بجاية ليلقي كلمة على اللاعبين، أكد لهم فيها أنهم لم يشرفوا بجاية فحسب، بل كل الجزائر؛ لأن حتى الهزيمة بمثل هذا المردود تعد نصرا معنويا كبيرا سيسمح بالتألق مستقبلا. * * بوعلام طياب: "زرداب سيكون له شأن آخر في البطولة" * * رغم مشاكله الصحية وانشغالاته اليومية، إلا أن رئيس الشبيبة الأول، بوعلام طياب، أصر على حضور هذا النهائي، حيث وصل يوم المباراة رفقة زوجته قادمين من مرسيليا الفرنسية، وتابعا المباراة. ورغم النتيجة وخسارة التاج، إلا أن بوعلام طياب لم يتردد في اظهار سعادته بالمستوى الذي وصل إليه فريقه الذي حسبه أبلى البلاء الحسن وخرج مرفوع الرأس، رغم الهزيمة، دون أن ينسى الثناء على تألق اللاعب الجديد زرداب الذي استقدمه خلال فترة الميركاتو من بلجيكا ولعب أول مباراة له بألوان يما ڤورايا في رادس، مما جعله يتوقع أن يحقق تألقا خرافيا في بطولتنا الوطنية. * * أصداء * * * ذكر التوانسة بكل روح رياضية الأهداف الحاسمة التي كان يسجلها مناد عندما كان رأس حربة المنتخب الوطني الجزائري في مرمى منتخبهم القومي إلى اليوم؛ فرغم أن أغلب تلك الأهداف يعود لمنتصف الثمانينات، إلا أنهم لم ينسوها ويعتبرونه واحدا من أبناء الجيل الذهبي للكرة الجزائرية. * * * أجمع كل الجزائريين المتواجدين في تونس أن الاستقبال كان رائعا، وكل شيء كان في المستوى طيلة اقامتهم هناك، لدرجة أن الأنصار الجزائريين الذين لم يتمكنوا من اقتناء تذكرة للدخول، تم إدخالهم مجانا في كرم حاتمي رفيع. * * * أجرت الشبيبة البجاوية صباح أمس حصة استرخائية بالقرب من فندق المرادي، حيث أقام الفريق، وهذا لكون رحلة العودة من مطار قرطاجبتونس إلى مطار عبان رمضان ببجاية كانت مقررة على السادسة مساء. * * * إذا كان كل الوفد البجاوي المتنقل إلى تونس قد عاد في الرحلة الجوية التي تربط تونسببجاية في حدود السادسة والنصف، فإن لاعب خط الوسط رضا دلالو استغل تألقه في مباراة أول أمس ليطلب من مدربه مناد تسريحه للعودة برا إلى عنابة. * * * فاز لاعب الترجي خالد القربي بجائزة أحسن لاعب في المباراة. * * * كانت المنصة الشرفية لملعب رادس تعج بالضيوف، لكون الترجي احتفل في 15 جانفي الجاري بالذكرى ال90 لتأسيسه، مما جعل أغلب رؤسائه القدامى يحضرون، ومن الجزائر كان معهم كل من رئيس الفاف حداج وروراوة وكالام، ومن مصر حضر شوبير الذي أعد للتلفزيون التونسي حصة عنه، وكذا رئيس اتحاد الكرة في بلاد الفراعنة زاهر الذي تحدث مع طياب مطولا حتى يمرر الاسنفجة على ما بدر من مدربي نادي بور سعيد التوأم المشاغب إبراهيم وحسام حسن. * * * كرس الترجي التونسي بتفوقه أول أمس على شبيبة بجاية تفوق الأندية التونسية على أنديتنا، والأرقام التي سنقدمها لا تحتاج لتعليق؛ فمن أصل 35 مباراة لعبت بين أندية البلدين، لم تحقق أنديتنا سوى تسعة انتصارات، بينما سقطت في 21 مباراة ضد مختلف الأندية التونسية، وأبرزها الترجي، النادي الصفاقسي والنجم الساحلي، فيما انتهت 5 مباريات بالتعادل، وهو ما يكشف بوضوح تأخر أنديتنا عن الركب، في انتظار الصحوة التي لا شيء يوحي بأنها ستكون غدا. * * * مساعدات كبيرة قدمت للصحفين الجزائريين من جريدة الشروق التونسية عبر رئيس القسم الرياضي سليم الربعاوي الذي طلب منا أن نوصل تضامنه وتضامن كل زملائه مع مدير جريدتنا الأستاذ علي فضيل، بعد الحادثة التي تعرض لها مع السكوتلانديار، وشدد على ضرورة إقامة توأمة بين "الشروقين" الجزائريةوالتونسية. * * الصحافة التونسية تثني على البجاوية * * تزينت مختلف الصفحات الأولى لمختلف الجرائد التونسية بتخصيص حيز هام للحديث عن المباراة؛ فالشروق عنونت الموضوع بأحلى لقب لجمهور من ذهب، أما الصباح فاعتبرت هذا التتويج فأل خير بمناسبة تسعينية الترجي، وأجمعت كل الصحف على أن فريق شبيبة بجايةالجزائري قد قدم مردودا مشرفا وأسال العرق البارد لعميد الأندية التونسية.